الجمعة، 31 أغسطس 2018

حوار مع الأكاديمية الدكتورة لمياء الحاج

رابط الحوار المنشوار في مجلة التكوين الصادرة عن بيت الغشام للصحافة والنشر والترجمة والإعلام


غلاف العدد 



الخميس، 16 أغسطس 2018

مقال ما بس مصورين

 أصبحت أصابعي تتحرك على لوحة مفاتيح الكمبيوتر عندما يكون هناك حدث يستحق أن يكتب عنه وتأثرت به إيجابياً، كما حدث عندما وطأت قدماي مقر جماعة صوّاره بمركز رعاية الطفولة فعلى الرغم من أنه مضى على تلك الزيارة فترة من الزمن إلا أني تأنيت لكتابة هذا المقال حتى تعلن نتائج كأس العالم للتصوير الضوئي في بينالي الفياب للشباب دون سن السادسة عشر، والتي شاركت فيها الجماعة بتسعة أعمال من المصورين في الجماعة ، وحازت السلطنة على المركز الأول، وأكون بهذه الكلمات أحتفي معهم بهذا الإنجاز الجميل الذي كنت أنتظره معهم منذ تلك الليلة التي زرت فيها الجماعة وتعرفت على جمال الحياة عن قرب وعلى التفاءل والأمل واقتربت أذني من كلمات خرجت من أرواح صادقة حرة.
على الرغم من الخجل الذي كان يختبيء وراءه البعض إلا أن كلماتهم أكدت بأن هناك إبداعا كان مدفونا وخرج من خلال هذه الجماعة ، فكانت البداية من عدنان الذي قرر ان يدير الحوار ويتكلم عن المجموعة، قال بأنه رأى بالعدسة من الجمال ما لم تره عينيه من قبل، فانطلق على الحياة كطائر لا يتوقف عن التحليق ليصور ويعرض ما رأته عيناه، وسجلته عدسته، وتبعه الآخرون بنفس الكلمات، مؤكدين بأنهم كانوا يرون الأشياء باهته مجردة من كل شيء، إلا أن العدسة أظهرت لهم عكس ذلك، فعشقوها، وقرروا أن يجعلوها رفيقة دائمة لتصل رسالتهم للمجتمع والعالم..
 وهذا ما ذكرته منى، فقالت: كوني مقلة في الحديث، ولا أستطيع أن أعبر بما في داخلي بالكلمات فلجأت إلى الكاميرا لتساعدني على ترجمة ما أود قوله للآخر، وتبعها في ذلك أخيها سعيد الذي يتمنى أن يكون طاهيا مشهورا ليقترب من الناس من خلال معدتهم، ولكنه في الوقت نفسه يحب التصوير، ويتمنى أن يكون مشهوراً من خلال صورة على عكس عزيز الذي ظل صامتاً طوال الجلسة، وبدا عليه الخجل، عرفت فيما بعد بأنه يتمنى أن يكون طيارا، ويصور من السماء، ولكن إذا ضايقه أحد من الركاب سيحمل البرشوت ويترك الطائرة لتحلق بنفسها في الجو!!!.
 كانت أحاديث ودية، تحدث كل منهم عن ما يتمنى، وربطوا كل الأمنيات بهوايتهم "التصوير" التي يعتقد البعض بأنها جاءت متأخرة نوعاً ما ولكن ما زال هناك الكثير ليصور ويوثق.
هذه الجماعة الطفلة، والتي لم يتعد عمرها الأربع سنوات، استطاعت أن تُخرج مصورين وقفوا ليعرضوا صورهم في عدد من المعارض منذ السنة الأولى، ونافسوا كبار المصورين في مسابقات عالمية.. على الرغم من ضعف الإمكانات إلا أنهم استطاعوا أن ينطلقوا ويحملوا أضواءهم في عالم التصوير التي قادهم إليها أبو المجموعة وروحها أحمد الحوسني الذي أخرج المبدع من كل واحد فيهم، فهو آمن بفكرة الجماعة وأسسها، واليوم أصبح لديه أسرة مبدعة متمكنة ساعدته على تحقيق الحلم ، فكل واحد بها أصبح قادراً على أن يحمل آلة التصوير ليتوجه إلى المجال الذي الذي اختاره سواء كان تصوير الطبيعة أو الوجوه او الطبيعة الصامتة أو التجريد وغيرها من مجالات التصوير المختلفة.

ثقافة الصورة التي كوّنوها خلال هذا العمر البسيط جعلتهم قادرين على الخوض في حوار عميق لا يفهمه إلا المتمكن في عالم التصوير، بل الأكثر من ذلك بأنهم يتمتعوا بروح الفريق الواحد فهم كما يطلقوا على أنفسهم في وسائل التواصل الإجتماعي (ما بس مصورين) حيث يقومون بمهمات أخرى في أي رحلة تصوير كنوع من المحافظة على البيئة وذلك بتنظيف الشواطيء وغيرها من الأماكن العامة التي تعدت عليها النفس البشرية الأنانية ولم تحسب للنتائج الوخيمة بعد فعلتها ، فهم يجملون المكان ويساعدون البيئة على إستعادة بريقها من ثم يوثقون جمالها لينقلوه للعالم .
ومنهم من رأى نفسه في التصوير التلفزيوني فتفاجأت عندما شاهدت فيلما وثائقيا أنتج بمستوى عال من الدقة والإتقان لأحدى الفعاليات التي أقيمت في مكان سكنهم، وقرروا أن يدخلوا في تحدي مع انفسهم وذلك بأن ينتجوا فيلما توثيقيا لتلك الفعالية ليعرض في اليوم نفسه فهنيئاً لصواره بهكذا عقول وهكذا كفاءات .
وأخيراً سأترك المجال لغازي القصيبي ليقول كلمته :
مد لي كف الأخوة
ستراني في السباق
أعبر الشوط بقوة
أودع الرحمن أرواح العباد
طاقة هازئة بالمستحيل
فإذا ما لامست عز الفؤاد
حققت لك عظيم وجليل


خولة بنت سلطان الحوسني
@sahaf03


المقال المنشور في مجلة تكوين