ما أن يشرف الصيف على القدوم حتى تجد القنوات
التلفزيونية وجميع وسائل الإعلام تتنافس على الترويج للسياحة في بلدانها أو
البلدان التي تتبعها تلك الوسائل بصفة المالك أو الصفة المالية الممولة لها، وذلك لإيمان
تلك الجهات بأهمية هذه الفترة للسياحة والدخل الذي يمكن أن يرد للدولة خلال فترة
الصيف ، المنافسات تحتد في الخروج بالإعلانات الجذابة والبرامج المروجة في فترات
إتخاذ قرار السفر والتي تسبق فترة الصيف لأن تلك الفترة الزمنية هي المناسبة
للخروج بالإعلانات وليس عندما يأتي الصيف فحينها يكون قد تم تحديد المقصد السياحي ،
وفي هذا الصيف بالتحديد تم الأخذ بعين الاعتبار تزامن شهر الصيف مع شهر رمضان
المبارك لذلك كان الحديث عن الصيف والترويج له باكراً ...
هذا ما نراه في معظم القنوات الفضائية باستثناء القنوات
العُمانية (باعتبار أنه بات لدينا أكثر من قناة ) ، فالقنوات الرئيسية تنطلق
دورتها البرامجية الصيفية عندما يغادر الناس إلى بياتهم الصيفي في البلدان التي
يختاروها للسياحة وتأتي البرامج تحصيل حاصل لفترة الصيف ليس إلا، وليس ذلك فحسب بل
أن البرامج هي نفسها مكررة كل صيف وأن إستحدثت برامج فهي لا ترقى بذلك المستوى على
إعتبار التنافس الإعلامي الحاصل حالياً مع القنوات الخليجية والعربية التي اجتذبت
المشاهد إليها.. فمنذ سنوات من الزمن وما زال ذلك الأستوديو القابع في سهل أتين لم
يتغير فهو كالنبتة الخريفية التي تثمر كل خريف بنفس الثمر لا يتغير ، وكأن الزمن
ينعاد سنوياً في ذلك الاستوديو ، فعندما يقال أتى الخريف يطل ذلك الاستوديو على
الشاشة معلناً ذلك إعلامياً .. ماذا عن المناطق الأخرى التي تعيشها فيها كالحلم
وأنت تمشي فوق السحاب من الجدير أن تُطلق منها برامج أيضاً لإعطائها أهمية .
صلالة جميلة
فلماذا نحكرها في هذا الإطار فقط ، فهي بحاجة إلى أن ننقلها للعالم بطريقة تناسب
والإعلام الجديد ونحن قادرين على ذلك ولكن!! ... كما هو الحال في تأطير السائح
الذي لا ليس لديه أي خيار سواء زيارة بعض المناطق في الفترة النهارية وما أن تختفي
الشمس لا تجد أماكن أخرى يمكن ان يستمتع بها السائح أو يذهب إليها فترة المساء إذا
إستثنينا المهرجان،
صلالة لا تختلف عن بلدان شرق آسيا التي أصبحت وجهة سياحية
من الدرجة الأولى سواء فبها من المنتجعات والفنادق التي تجعل من السياحة متعه فأول
ما يبحث عنه السائح هو أماكن السكن فأن كانت مريحة وترضي ما يبحث عنه فلن يتردد في
الذهاب لكن في صلالة عن ماذا يبحث السائح عن طريق الانترنت نعم هي جنة لكن أين
سيمكث أي هي الفنادق والمنتجعات أين هي المطاعم والمقاهي والمراكز التجارية ، دور
السينما المواصلات العامة المبتكرة التي تسهل التنقل في المنطقة كالعربات الهوائية
(التلفريك) ، ففي شرق آسيا ليس من زائر ولم يتنقل على (التكتك) فهي وسيلة نقل
بسيطة ولكن السائح يقصدها وخاصة في تايلند وماليزيا ، والأمر سيكون كذلك لو طبق في
صلالة .
والحديث لا يقتصر على فصل الخريف فقط الذي يمتد من ثلاثة
إلى أربعة أشهر بل الحديث عن عام كامل فصلالة بها من المقومات السياحة والمناظر الطبيعة
التي تنفرد بها طيلة العام ويمكن جعلها مزاراً سياحي دائم بالإستفادة من تجارب
الدول الأخرى وبالأخص ماليزيا التي يقترب جوها من صلالة والتي استطاعت أن تنتقل من
بلاد فقيرة تعتمد على الفلاحة إلى بلد إقتصادي ووجهة للسياحة طوال العام.
قد يقول قائل هذا من أجل المحافظة على الطبيعة ، نعم
الطبيعة هي الاعتبار الأول لكن بالتخطيط السليم والمدروس ستكون صلالة مدينة سياحية
عالمية من الطراز الأول وستبقى الطبيعية الخريفية أدامها الله هي السبب الأساسي
لشهرتها .
وأذكر هنا زيارتي الأولى لصلالة والتي قررت من أول يوم
أن أغادرها ، لتخيلي بأنها مدينة أخرى وليس كما رأيتها على الواقع لصعوبة الحصول
على مطعم للاستمتاع بالأكل فيه ومن أصل أسبوع مكثت ثلاثة أيام وقد قضيت اليوم
الأخير في المستشفى لإصابتي بفيروس ينتشر في الأجواء الرطبة ، فهديتي منها ورقة
الشهادة المرضية ، لذلك فأن ما أكاد أجزمة هو أن فصل الخريف يشهد رواج ممتاز
للمراكز الصحية لكثرت المرضى في فصل الخريف، وعدم وجود التحذيرات الصحية والتوعية
لذلك لأخذ الاحتياطات.
باختصار ..نتحدث اليوم عن الاحتفال الأربعين وعن منجزات
النهضة وما زالت صلالة تبحث ما يكملها كوجهة سياحية عالمية ..
20/7/2010
خولة بنت سلطان الحوسني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق