الاثنين، 11 أبريل 2016

شخصيات جاهزة للتسويق

موقف واحد قد يكشف عن قناع من الأقنعة الكثيرة التي نجحت في التسويق لنفسها وأوهمت الآخر بأن الشخص الذي يقف وراءها  لا يتكرر ويمكن اللجوء إليه في كل صغيره وكبيره وبأنه الصوت الواعي الذي يمكن أن يحمل رسالة الشعب ويوصلها بأسلوبة بل أن الكثير من هذه الوجوه أصبحت وجهت الإعلام بوسائله المختلفة فهذا هو التسويق المزيف (فليعذرني أخصائي التسويق لكنة المصطلح الأنسب لوصف هكذا شخصيات) الذي يجعل الإنسان يسوق لنفسه بطريقة تُشعر الآخر المتلقي ينخدع فيه ويثق بسبب خبرته في التسويق لنفسه إيجابياً . 
الإعلام هو الوسيلة التي يستخدمها ذلك الشخص لتحقيق مأربه ، والإعلام الكسول يستغل أستعداد هؤلاء الأشخاص الدائم للظهور ، فتجد نفس الشخص يظهر في عدة مواضيع ويشارك في نقاش قضايا مختلفة وإن كانت ليست من إختصاصه ولكن ما دام العرض قائم من وسائل الإعلام فهو يبذل ما في وسعه حتى لا يعتذر ويكون متواجد في كل مناسبة وطنية ، دينية وعالمية لذلك نلاحظ نفس الوجوه تتكرر في بعض البرامج وفي الأعياد الوطنية والمناسبات المختلفة ولو قامت وسائل الإعلام بعمل إحصائية للأشخاص الذي يظهروا إعلامياً لوجدوا إن نسبة كبيرة من تلك الوجوه تتكرر في مواضيع مختلفة على مدار العام، حتى وصل لدى بعض العاملين في الإعلام إختلاق موضوع يمكن من خلاله أستضافة تلك الشخصية ، أو تقوم تلك الشخصية صاحبة التسويق المزيف بإقتراح مواضيع ليتم إستضافتها وأن كانت لا ترقى بأن يتم النقاش فيها ، بل أنها تبني علاقاتها من الوسط الإعلامي وتتقرب مِن من أن يكون لها معبر للظهور .
نسبة كبيرة من تلك الوجوه المحبة للظهور إعلامياً لا تملك مضمون حقيقاً أو ثقافة عالية ولكن لديها الطلاقة في الحديث أو مظهراً مقبولاً تحب الكاميرات إلتقاطه بل أن البعض يلجأ إلى التدريب على الظهور في الإعلام ليس لحاجة بل حباً في الظهور ليس إلا ، وهنا أذكر قصة الاكاديمي الذي لا يأخذ من محاضرتة لا حق ولا باطل وكان الطلبة لا يلقون بالاً لمحاضراته لكونها عديمة الفائدة حيث ينصب إهتمامه للتحضير لمقابلاته الشكلية المدروسة الأهداف ، ولكن في المقابل الإعلام يصفق له ويستضيفة بشكل دائم لأنه (أكاديمي؟!!) ، للأسف ما زال إعلامنا يركض وراء المسمى دون معرفة ما إذا كان ذلك المسمى يملك معرفة حقيقية وهل يؤدي رسالتة في مجاله بكل إخلاص وأمانة وهل وصوله لتلك الدرجات العلمية كان نزيهاً أم أن يد القدر الخفية صنعت منه إنسان يحمل لقب هو ليس أهلاً له وغيرها من التساؤلات التي من الجيد معرفتها وأن كانت لا تخدم الموضوع بشكل مباشر وحتى تعطى الفرصة لمن يستحق الظهور في الإعلام وليس من هدفة التسويق لأغراض أخرى والإعلام أسهل وسيلة للوصول لها على الرغم من أن الإعلام حرق الكثير من الشخصيات عندما عجزت عن تكملت دورها في التسويق المزيف كما يقول المثل السائد (عندما يزيد عن حده ينقلب ضده ) ولكن لأجل عين تكرم ألف عين .



@sahaf03


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق