الثلاثاء، 16 مايو 2017

فيروس...أريد البكاء

مشا
انتشار الفيروسات في الأجسام البشرية والإلكترونية لم يعد بالشيء الغريب وبغض النظر عن الضرر الذي قد يسببه ذلك الفيروس إلا ان هناك رابحا كبيرا وقد يكون أحد المتسببين في هذه الفيروسات، فشركات الأدوية الكبرى التي توفر العلاج يمكن أن تكون سببا في انتشار بعض الفيروسات وأحياناً تكون فيروسات وهمية لكن تأثيرها النفسي والقوة الدعائية المصاحبة لها يجعل الإيمان بوجودها حقيقة يجب التعامل معها والقضاء عليها حيث تؤمن بعض الشركات الكبرى بمبدأ خلق الضرر للاستمرار والربح والأمر نفسه ينطبق على الأجهزة الإلكترونية التي لم تسلم هي أيضاً من الفيروسات التي يبتكرها البشر ونسبة كبيرة منها تخرج من الشركات المسيطرة على العالم الإلكتروني وخاصة شركات مكافحة الفيروس فهي تحتاج إلى سوق لتستمر وما إذا استمرت على فيروس واحد فإن سوقها سيكسد وبالتالي فإن خلق فيروسات جديدة يضمن لها الاستمرارية. وقد يكون فيروس الفدية الخبيثة من اخطر وأشد الفيروسات التي طالت العالم الإلكتروني في السنوات الأخيرة مستغلاً الجانب العاطفي في رسالة إلكترونية تحمل عنوان (أريد البكاء) وما ان يفتحها المستخدم حتى يسيطر الملف على جميع ملفاته طالباً الفدية لفك الشفرة.
وإذا ما وقفنا على هذا الموضوع من زاوية المستخدم فإنه يمكن القول إن هناك أسبابا كثيرة إلى جانب الأسباب السابقة جعلت للفيروسات الإلكترونية والهاكرز سوقاً واسعاً في الآونة الأخيرة ، وقد يكون أولها الشائعة حيث لعبت الشائعة دورا كبيرا في تعزيز هذا الجانب وخاصة مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة التي لها دور في انتشارها وبالتالي فإن الانتشار الكبير لها في وقت زمني قصير لا يتعدى الساعات وانتقالها ـ كما نشرها المصدر ـ يجعل نسبة التصديق بها كبيرة وبالتالي فهناك من يستغل هذه الشائعة ويخرج بطلاً من باب مكافحة الفيروس والقضاء عليه والتصدي له وإن كان الموضوع لا يتعدى بعض الخطوات البسيطة التي يملكها أي شخص تخصص في تقنية المعلومات والكمبيوتر .
كما انه من المعروف في عالم الهكرز أنه من يتقن هذه اللعبة هو شخص عبقري أو يملك نسبة جيدة من الذكاء بحيث يمكن أن يكون قادرا على أن يبحث عن الثغرات في بعض المواقع ويدخل من خلالها، وبالطبع فإن كمية المعلومات التي يوفرها الإنترنت جعل تعلم هذه الطرق من الأشياء السهلة نوعاً ما وخاصة للشباب الذي لديهم هوس الغور في أسبار الكمبيوتر وتعلم أسراره وبالأخص لغة البرمجة، لذلك من الملاحظ ان معظم الهاكرز من فئة الشباب وهم في ازدياد وقد يكون من أسباب ذلك أن بعض الهاكرز الذين قاموا بإختراقات لأنظمة أمنية عالمية لاقوا اهتماما كبيرا من منظمات ومؤسسات عالمية وتم توظيفهم في وظائف تضمن لهم مستقبلا زاهرا مالياً فكانت هذه نقطة محفزة للآخرين للخوض في هذا المجال بغض النظر عن نتائجة.
وبما أن العالم الإلكتروني أصبح يتضمن معلومات دول بأكملها سواء كانت معلومات أمنية أو اجتماعية أو عسكرية أو غيرها مما يمكن تخزينة إلكترونياً فإن نظام الحروب تطور وتوسع ليشمل الأنظمة الإلكترونية لذلك فإن هناك وظائف تم تخصيصها للهاكرز وهم يعملون كالأسحلة القاتلة تستخدم للحرب ضد بعض الدول فيتم اختراق أنظمتها وتدميرها أو استفزازها مقابل أجندة يتم وضعها من قِبل العدو وضررها لا يقل عن ضرر الحروب الواقعية فهي يمكن أن تدمر ما بنته الدول لسنوات كما أنها يمكن أن تكشف عن أسرار خطيرة والبوح بها لها أضرار جسيمة قد يكلف الدولة المليارات ويضر بسمعتها التي بنتها خلال قرون، إلى جانب الضرر الذي قد يشمل الجانب الثقافي والذي يعتبر ثروة مهمة لأي دولة فكما هو حرق الكتب يعتبر كارثة تاريخية كذلك هو الاختراق الإلكتروني للمؤسسات الثقافية والأدبية والتي تعتمد بالدرجة الأولى على الإنترنت في بث نتاجها الفكري والأدبي.
وتستغل بعض الشركات موسم الفيروس فتقوم ببث شائعات، فعلى سبيل المثال عندما انتشر فيروس الفدية الخبيثة منذ يومين قام أحد البنوك أو قد يكون أحد محبي بث الشائعات ببث شائعة مفادها بأن أجهزة السحب الآلي سيتم غلقها خلال ساعات تفادياً لحدوث أي اختراق ويفضل سحب المبالغ قبل إيقاف خدمة السحب الآلي، وبما أن هناك من هو بارع في اختلاق الشائعات والترويج لها وهناك من هو بارع في تلقيها وتصديقها فإنها انتشرت بسرعة وازدحمت أجهزة السحب الآلي الخاصة بذلك البنك (مصائب قوم عند قوماً فوائد).
وليس ذلك فحسب وبما أن الكثير من الأعمال أصبحت ترتبط بأنظمة إلكترونية وضرورة الاتصال بالإنترنت أصبح ضرورة حتمية لإنجاز العمل في كل المؤسسات الحكومية والخاصة فإن ظهور أي فيروس أصبح كالمرض القاتل ولا بد من الابتعاد عنه لتفادي الإصابة به والضرر منه وقد يكون تعطيل الإنترنت هو أحد الاحترازات التي تتخذها المؤسسات الحكومية فتتعطل بذلك الأعمال أو نسبة كبيرة منها كما حدث في الإجراءات التي اتخذتها بعض المؤسسات الحكومية في فيروس الفدية الخبيثة. ابتعدوا عمن يريد البكاء فقد يكون بكاؤه مدمراً.
رابط المقال في جريدة الوطن :


هناك تعليقان (2):