على الرغم من أنها اسمى المهن
وأفضلها كيف لا ؟ وهي مهنة قيادة الأجيال وسلاح القضاء على الأمية والجهل منها
تتأسس وتصقل العقول وتخرج المهن الأخرى بسببها أنخفضت نسبة الأمية لأكثر من 85%
حتى نهاية 2016م لكنها قصفت حتى أصبحت
ضعيفة وباتت لمن يبحث عن عمل يآوية أو لرضاء رغبة ولي الأمر ، والضحية أجيال يتم
تحضيرها للمستقبل ولكم أن تتخيلوا النتيجة التي أصبح بعض معالمها واضحة اليوم ،
وفي كل الأحوال الاستثناءات موجودة ولكن الوضع العام لهذه المهنة أصبح منفر وهذه
قراءة للوضع تمت لفترة طويلة وكانت هذه خلاصتها ، والوضع شمل كثير من الدول
العربية وليس محلياً فقط وهنا يمكن القول أن المجتمع والمعلم نفسه والمؤسسات
المعنية هي من أوصلت بهذه المهنة لهذا الوضع .
البداية من المجتمع ففي وقت
من الأوقات تحولت من مهنة إلى مجرد وظيفة تناسب الأنثى كون المدارس في ذلك الوقت
غير مختلطة سواء كموظفين أو طلبة كما أنها كانت وظيفة مضمونة فما أن تدخل البنت
كلية التربية تخرج لتتوظف في أحدى المدارس مباشرةً وبالتالي لم يتردد الكثيرين
لإرسال بناتهم لدارسة التربية كما أن الإجازة أيضاً من مغريات الوظيفة وبالتالي من
له رغبة في هذه الوظيفة أم لا فكان خياره الأمثل بغض النظر عن الميول ، هذا ما
جعلها تأخذ منحنى آخر آثرت على أجيال المعلمين اللاحقة .
من ناحية أولياء الأمور أو
الأسرة فهي جعلت من المعلم مجرد وسيلة للحصول على المعلومة وبالتالي فأن عمله
أقتصر على هذا الدور ونسف الجانب الآخر وهو التربية مع أنهما شيئين مقترنين ببعضهما
البعض فهو المربي أولاً والمعلم ، ففي عصر التقنية من السهل الحصول على المعلومة
ولكن ليس من السهل الحصول عليها مقرونة بالتربية ، لكن ما نشيء عليه جيل اليوم بأن
المعلم موظف يؤدي عمله الذي يتقاضى عليه راتب نهاية كل شهر وليس من حقه أن يمارس
أي دور سلطوي أو تربوي وبالتالي فقد هيبته التي كانت ينحني لها كل من تعلم حرفاً
على يده ، ولبعض المعلمين دور في ذلك حتى لم يعد يصلح ليكون القدوة التي يحتذي بها
الطلبة سواء من ناحية المنظر العام أو حتى المعلومات التي يمتلكها ولم يحدثها
لسنوات فالطالب قد يكون لديه معلومات أحدث من المعلم الذي أكتفى بما درسه في
الجامعة فقط ولم يكلف نفسه تحديث تلك المعلومات وهناك من تخرج بمستوى لا يؤهله
للوقوف أمام الطلبة ولكن هي الأقدار التي جعلت منه مربي الأجيال ، أصبح البعض
ينهمك في استخدام هاتفه اثناء الحصة الدراسية متناسياً أنه منع الطلبة من استخدامه
لأنه ملهاه عن التركيز ، بيئة العمل تحولت في بعض المدارس إلى أماكن لتبادل
الأخبار والأكل والبيع ، فماذا يتوقع من الطالب وهو يشاهد تلك الأجواء في بيئة
مخصصة لتلقي العلم والمعرفة .
تكالبت الظروف على قائد
الأجيال وغاب التحفيز من الجهات المعنية وقل الإنتاج وزادت الإتكالية فمن وجد
مجالاً آخر تشبث به ومن لم يجد أخذ يعد السنوات التي ستوصله للتقاعد ، وهناك من
يحب المهنة فأكمل فيها بحب بغض النظر عن البيئة التي تكونت حوليه فهذا شخص يؤمن
بأن القيادة هو من يصنعها لنفسها وبشخصيتة سيكون قادراً على قيادة جيل بكل سلام
للمستقبل غاضاً النظر عن كل ما قد يؤثر عليه.
صناعة جيل جديد من المعلمين
يؤمن بأهمية هذه المهنة ليس بتلك الصعوبة ولكن دور المجتمع والأسرة بشكل خاص
والجهات الحكومية المعنية عليها دور كبير في ذلك بتغير ثقافة المعلم الموظف وإعادتها
إلى سابق عهدها حيث المدرس المربي والطالب الابن .
(لو لم أكن ملكاً لوددت لو
كنت معلماً) مقوله للملك فيصل بن عبدالعزيز رحمة الله عليه فكلاهما (الملك
والتعليم) قيادة لجيل والمسئوليات تتقارب ، لذلك كما توجد لرؤساء الدول متاحف تعرض
سيرتهم هناك متاحف للمعلمين أيضاً كما هو متحف هونج كونج التعليمي الذي يعرض سيرة
أفضل المعلمين على مر التاريخ وحياتهم داخل المدارس ، كما خصصت حكومت دبي جائزة
سنوية عالمية لأفضل معلم ، وكذلك الأمم المتحدة تحتفل بيوم المعلم في 5 أكتوبر
للأحتفال بالمعلم .
يقول أحمد شوقي :
أعَلِمتَ أشرفَ او أجل من الذي
يبني ويُنشئُ أنفساً وعقولا
سُبحانكَ اللهم خيرَ معلمٍ
علّمتِ بالقلمِ القرونَ الأولى
المقال في مجلة تكوين |
جميل جداً ما كتبتي أستاذة خولة وشكراً لإنصافكِ حق المعلم ..
ردحذفبوركت طرح مميز
ردحذف