كثيراً ما يكون إعلان بعض الأعضاء الجديدة (لجان ،مجالس..الخ) والتابعة لأي
جسد أو مؤسسة حكومية كالطفل الذي يكتشف عندما يصبح عمره سنتين أن نوبات الغضب
والصراخ يمكن أن تكون مثمرة فيحصل بعدها على ما يريد وأن كان الطرف الآخر وهم الأب
أو الأم أو أحد أفراد العائلة غير مقتنعين بما وفروه لذلك الطفل المزعج ولكن
رغبتهم بإسكاته وإستغلاله لردة فعلهم يجعل الموضوع يتحقق ويستمر لسنوات بغض النظر
عن النتيجة السلبية التي يتركها هذا الفعل على الطفل ، هذا ما يحدث عندما تقوم بعض
المؤسسات الحكومية بإلإعلان عن عضو جديد يتبع جسدها والذي عادة ما يكون بعد إصرار
وسنوات من المطالبات فالحل يكون حينها بأن تقوم بالإعلان عنه دون أن يكون له أي
دور وبالتالي هي أنقذت نفسها من المطالبات المتكررة وأعلنت شكلياً عن ما هي مطالبة
بإعلانه لكن دون قناعة وبالتالي فهو مجرد اسم أريد به إسكات من كثرت مناداته
وأرتفع صوته .
من باب التفاءل بالقادم سأستبعد هذا الوضع عن المجلس الإستشاري الطلابي
الذي طال إنتظاره لسنوات وكانت فرحة ليس للطلبة المنتسبين للجامعة حينها فقط بل
الخريجين من كل الدفعات لأنه حلم راود الجميع ولكن بشكل مختلف بل هو حلم أقرب إلى
ما كان يشاهد في المجالس الطلابية في المسلسلات والأفلام المصرية والحرية التي
كانت تتمع بها قبل عدة سنوات كون الإنتاج المصري الدرامي من المؤثرات على
المجتمعات العربية وله دور في تكوين الفكر العربي ولكن لكل زمان ومكان بشر يعدون ما يناسبه وتستطيع العقول
التعامل معه ، جاء المجلس الإستشاري الطلابي تحقيق للحلم وبتفاءل الجميع ولكن بعد
أن خرج الطاقم على المسرح وكشفت الوجوه التي ستمثله وزادت حرارة التصفيق أسدل
الستار إلا من بعض الفعاليات كالجماعات الطلابية ولم يخرج ما يميزه عن تلك
الجماعات إلا الأسم ، حتى أختتمت أعمال المجلس الحالي دون أن يسمع له صوت بندوة
المجالس الاستشارية التي برز فيها عدد من كبار المسئولين في حفل الافتتاح وطغى
اللون الأحمر حيث كانت الكراسي فارغة فكان هذا المشهد الذي دفعني لكتابة هذا
المقال حيث كنت أتمنى أن أشاهد أسماء طلابية أستطاعت أن تكوّن ثقلاً لحرية الرأي
المسئولة وأن تكون الصوت الحقيقي للطلبة وأن يكون المسئولين حاضرين مع المدعوين
وليس هم من يترأس الفعالية توقعت أن أرى الكراسي ممتلئة بالطلبة لأنها تمثل صوتهم
وأن يترك المجال للطلبة ليديروا العملية الإنتخابية للمجلس المقبل حتى يكونوا
خاضوا التجربة الإنتخابية بكل تفاصيلها وبالتالي يكونوا مستعدين لخوضها على مستوى
البلد.
وبعيداً عن إطلاق الأحكام سنعتبر السنة الأولى من المجلس تجريبية غير
مضمونة النتائج والأمل معقود على المجلس القادم متمنين أن يكون من ترشح للمجلس من
أجل هدف وليس من أجل إثبات ذات فالوطن يحتاج إلى أفعال بعدما سمع الكثير فكونوا
للوطن أوفياء.
رابط المقال في ملحق أنوار الذي تصدر جامعة السلطان قابوس مع جريدة الوطن ص(15)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق