السبت، 24 ديسمبر 2016

في غياب الملكية الفكرية


نصطدم في الحياة بالكثير من المواقف الغير متوقعة والتي تأتي أحياناً من أشخاص تتعامل معهم بحسن نية وثقة ولكن مقولة أن الزمن تغير غير صحية ولكن الإنسان هو من تغير ليغير طبيعة التعامل بين البشر ويجبر البعض إلى إتخاذ ردة فعل غير متوقعة وكما يقال (أتقي شر الحليم إذا غضب) أكتب عن هذا الموضوع بعد ما أستمعت وتعرضت للكثير من المواقف التي أصبح فيها التعامل بحسن النية جريمة يتحملها الشخص الذي أحسن النية وجعل الثقة جسر التواصل مع الآخرين ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل الطيبة الزائدة هي الجريمة المجتمعية أم من أستغل هذه الطيبة ووظفها في غير محلها؟!
في السنوات الأخيرة أو العصر الحديث استحدثت قوانين للوقاية من ضعاف النفوس ومتخصصي سرقة الأفكار وضمان الحقوق لصاحبها وتفادياً لتعرض أحدهم للمحاكمة الدنيوية ولكن قبل ذلك هناك قانون سبق هذه القوانيين الوضعية وجاء لينظم مسألة الحقوق والواجبات في كل مناحي الحياة من خلال نصوص غير صريحة فيما يتعلق بحقوق الملكية سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية والتي تأتي في الإطار الأخلاقي بالدرجة الأولى ، ولكن الكثير من البشر لا يجدون في القوانين الإلهية ولا الدنيوية رادع لتصرفاتهم وهناك من يجهل لها ، وحتى القوانين الدنيوية تضمن الحقوق بشروط إذا لم تتوفر في العمل فأنها لا تضمن الحقوق وأهمها تسجيل الفكرة في المؤسسات المعنية بذلك ، وبعيداً عن كل هذه القوانين يأتي دور الجانب الأخلاقي الذي من المفترض يكون المنظم لحق صاحب الفكرة أو العمل وإذا غاب هذا الجانب فأن لا عقاب سينال سارق الفكرة أو العمل إلا العقاب الآخروي ، طبعاً أتحدث هنا عمن سمحوا لأنفسهم تبني أفكار آخرين ونكران حقوق صاحب الفكرة.
وبما أن القانون يتطلب تسجيل للفكرة أو المشروع فلا يمكن اللجوء إليه ، في المقابل من غير المنطق أن أي فكرة أو مشروع يقدم في إطار بيئة العمل على سبيل المثال لابد أن يسجل وبالتالي لابد من وجود نظام يضمن حقوق الموظف في حالة تم تبني فكرتة أو مشروعه والتغني به أمام الملاء كنوع من الإنجاز ونكران جهده نهائياً ، وأعداد المستمتعين بالتسلق على أكتاف الآخرين كثر ولا حيلة للمتسلقين على كتفه إلا الإحتكام لرب العالمين لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
أن الفكرة وأن كانت بسيطة ولكن مجرد المبادارة من أجل التحسين في منظومة العمل والإرتقاء بها لابد أن يتم التعامل معها إيجابياً وتحفيز الموظف وأولى خطوات هذا التحفيز هو ضمان حقه بالتالي توفير الأمان والثقة له في بيئة العمل لتقديم المزيد .
وأخيراً كثرة الطرق على الرأس لن تولد إلا تدمير للعقل وبالتالي التوقف عن تقديم الجديد والمفيد والهروب إلى بيئة عمل محفزة لأن تلك الأفكار التي أنتجها العقل ستصبح فيما بعد زينة في جبين أحدهم يتباهى بها ومدعياً إمتلاكه لها.

رابط المقال في ملحق أنوار الذي يصدر مع جريدة الوطن 


المقال في ملحق أنوار-جريدة الوطن





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق