الأربعاء، 29 مارس 2017

لماذا تكتب؟!


الإجابة المثالية لعنوان المقال هي للنقد بغرض الإصلاح ، تسليط الضوء على مشكلة وإقتراح بعض الحلول لها أو الإشادة بمشروع يستحق الإشادة للاستفادة منه ...الخ ولكن الواقع الحالي يقول تجري الرايح بما لا تشتهي السفن فالإجابتان الأولى والثانية هي إجابات يتعلمها طلبة الإعلام في المنهج الدراسي ولكن تطبيقها قد يكون له نتائج سلبية على الكاتب وقد يختفي بعدها لو كان تطبيقه لما درسه بشكل فعلي ، حيث أن الصراحة والمصداقية في نقل المعلومة هي الرسالة الأساسية للإعلام وما عدا ذلك لن يتعدى المجاملة والتي هي الكلمة الأخف للنفاق وبالتالي ستصبح المقالات مجرد رص للكلمات لتغطية مساحات الجرائد والصحف .

الكتابة للكثير لم تعد لأن تكون متنفس يصب فيها الكاتب خلاصة تجربته في الحياة والقراءة والمشاهدة فالخطوط الحمراء التي أصبحت رادع ذاتي بعد أن كانت تمارس على الكاتب من أطراف عده صارت كالكابوس الذي يظهر أمامه في كل محاولة للكتابه ويكون عندها أمام خيارين أما الدخول في المتاعب التي قد تكلفه الكثير وعائلته أو يختار الجانب المسالم الذي يبقيه كاتباً له جمهوره ، وقد تكون المقالات الثقافية هي المقالات الآمَن والتي يمكن يأخذ فيها الكاتب حريته في الكتابة وكما أنها تكون موجه أو تهم فئة معينة بالتالي ستصل الرسالة للمستلم المقصود دون أن تفهم بشكل آخر لا يقصده الكاتب ، فعلى سبيل المثال الوضع المالي الحالي جعل من فرصة التعليم الذاتي الطريقة الأمثل لاستغلال الوقت في ظل توقف الترقيات والتدريب وغيرها ، الوضع نفسه يسري على الكتابة ففي ظل إزدياد نقاط التفتيش على كل كلمه وحرف يبقى الخيار الأمثل أختيار الجانب المسالم في الكتابة والمتمثل في المقالات الأدبية والثقافية التي تفيد شريحة لا بأس بها من القراء بدلاً من المقالات التي تكتب كالزينة لا يستفاد من ضوءها ولا تبعث الفرح .

أن التجارب المؤلمة دائماً ما تنتهي بنجاح وهذه المرحلة بالنسبة للإعلامي والكاتب هي مرحلة التعلم والإستفادة لكيفية التعامل مع كل الأوضاع الصعبة وإبقاء الكلمة على قيد الحياة وإن كانت غير قادرة على إظهار الحق ، لنكن متفائلين سيأتي اليوم الذي ستتاح للكلمة حريتها من أجل الوطن والمواطن وسيأتي من يعي بأن الكلمة ليس سلاحاً ضد أحد بل هي سلاح من أجل إحقاق الحق ومن يحمل ذلك السلاح همه وطنة بعيداً عن من يقف وراء نشئت ذلك الهم. ونقول كما يقول المتنبي...

تجري الرياح كما تجري سفينتنا    نحن الرياح ونحن البحر

إن الذي يرتجي شيئاً بهمته     يلقاه لو حاربته الإنس والجن

القال المنشور في ملحق أنوار

 

** رابط المقال في ملحق أنوار 

http://www.squ.edu.om/Portals/34/publication/Anwar/anwar%20403%20.pdf

 

  

الأحد، 5 مارس 2017

أجسام المرايا الزائفة

الأجسام التي تشاهدها في المرأة أصغر مما تبدو في الواقع ، دائماً ما تشدني هذه العبارة المكتوبة في مرايا السيارات اليابانية ، وهي أن كانت تتكلم عن فروقات الأحجام والأبعاد وإنعكاساتها على المرآة ، فهي تعكس من نراه في الواقع من أحجام بعض الأشخاص التي نصادفهم بشكل يومي في حياتنا وأقصد بذلك أحجام الشخصية قوتها أو ضعفها ، بعض هذه الشخصيات تمر مرور الكرام وبعضها يترك آثر إيجابي وبعضها يشدك لتصرفات سلبية أحدثتها أو أن الشخص الذي في الواقع هو يختلف عما تخيلته من خلال أفعال قام بها أو أفكار قام بنشرها وشعرت من خلالها بعظمة تلك الشخصية، ومنهم ترسم ملامحهم صورة سريعه في ذهنك تتفاءل بها إلا أن ذلك التفاءل يبدأ في التراجع تدريجياً ، فمنهم الأشخاص النمطيون الذين يعادون الواقع ومن يعيش به فأن كتبوا فأن أقلامهم تصبح كالأسلحة التي تقضي على النجاح وتلهج ألسنتهم بالنميمة على الناجح لأن ذلك يحسسهم بأنهم أقوياء ، يحاولون التقليل من الآخر لشعورهم بأن هناك ليس من مكتمل غيرهم (والكمال لله)، البعض يدعي باب الدين حتى يصلوا إلى مبتغاهم وما أن تصل المرحلة إلى المواجهة بين الطرفين تنقلب الأمور عقباً على رأس ، تبدأ المواجهة بالمدح والثناء ونصائح الموجهة لاستمرار النجاح أما الأطراف الأخرى المطلعه على كواليس هذه اللعبة فأن الشخص النمطي يوهمهم بأن هذه مجاملة لا يقصد من وراءها هدف.
فريق آخر يحمل راية النجاح ويحتفي المجتمع بإنجازاتهم هم قدوة للآخرين ، شعلة من النشاط والإنتاج الذي تحسبة لن يتوقف إلا إذا نهاءه القدر أو تدخلت ظروف الحياة القسرية ، كثيرة هذه النماذج لكن هناك ستار أسود تحمله مثل هذه الشخصيات معها حتى لا يُرى ما تخبأه من دمار أسري وفشل تربوي فهناك من يعاني من ذلك النجاح هناك من ضحي به للخروج بهذه الصورة الجميلة ، الأبناء هم أهم ضحايا النجاح وكثيرة هي النماذج المحلية التي وقفت حائرة بين البقاء على صورة النجاح التي رسمت للمجتمع وبين إنقاذ ما يمكن إنقاذه من دمار أصاب الأبناء وترقيع ما يمكن ترقيعه ، إما الإستسلام للواقع وبدأ الإنسحاب التدريجي حتى تظل الصورة كما هي أمام المجتمع ولكنها تغيب عن الظهور ، أو العجز عن إصلاح ما فات والمضي في طريق النجاح الظاهري ، وعادة ما تنتمي المرأة لهذا الفريق.
وقد يصادفك بعض الأشخاص الذين يرسمون البسمة في وجهك من تصرفاتهم الغير محسوبة والعشوائية والتي قد تثير شفقتك عليهم وهؤلاء عادة ما يتواجدون في بيئة العمل ، فهم يحسبون الأشياء حسب رؤيتهم هم أو مقارنة أنفسهم مع الآخرين بغض النظر عن الفروقات العلمية وطبيعة العمل فيبدأون بإملاء طلباتهم على الآخر المسئول إما أن ينفذ وإلا فهو إنسان سلبي غير قادر على تسير الأعمال ، فيكون حديث الساعة في جلسات الحوار ، هؤلاء النوعية من الأشخاص عاجزون عن التقدم للأمام فهم كثيروا الطلبات قليلوا الانتاج ، طريقتهم الوحيدة للبقاء في طمأنينة هي الوقوف أمام الآخر وتشوية ما يمكن تشويهه من السمعه وخاصةً العملية ويصبح هدفه في الحياة إنتقاد فلان وأصطياد مساوءه قدر الإمكان .
جميع هذه الفئات قد تبدوا لك ظاهريا أكبر حجماً مما هي عليه في الواقع ، ما أن تتعامل معها بسبب ظروف الحياة.

رابط المقال في ملحق أنوار الذي يصدر مع جريدة الوطن العمانية:
 http://www.squ.edu.om/Portals/34/publication/Anwar/anwar%20401.pdf


صورة المقال في ملحق أنوار 




صوت ضد سبعة

شدني الفضول بعد رؤية صور المطربة أحلام في وسائل التواصل الاجتماعي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد أن استضافها مع المتأهلين الثلاثة في مقر إقامته أثناء زيارته للبنان كونها واحدة من المحكمين في البرنامج الفني الشهير (عرب آيدل) أو محبوب العرب وكذلك استضافتهم من قِبل السفير اليمني في لبنان، كل هذه المشاهد أثارت فضولي لمتابعة الحلقات الأخيرة من البرنامج الذي تعرضه قناة (ام بي سي) وكان يحضره ابن الرئيس الفلسطيني دعماً للمتأهلين الفلسطينيين وكذلك السفير اليمني دعماً للمتأهل اليمني وكأن في فوز أحدهم حلاً للأزمات التي تمر بها بلاد المتأهلين أو أنه بحثاً عن مصدر لإدخال الفرحة في قلوب تلك الشعوب التي غادرت عنها الفرحة منذ سنوات إلى جانب إعطاء صور مغايرة عن تلك المجتمعات التي تكونت عنها صورة سيئة بسبب الدمار والأوضاع التي حلت بها والصورة السلبية التي كونتها بعض وسائل الإعلام عنها فخرج المتسابقون للمسرح لتغيير تلك الصورة قدر الإمكان بمساندة من الجانب السياسي الأكبر وهذا ما كان يردده مذيع البرنامج بين الحين والآخر بأن المشاركين استطاعوا أن يغيروا صورة شعب بأكمله، بالتأكيد هناك من يتفق وهناك من يختلف سواء في طبيعة البرنامج والتهويل الذي أعطي إياه وإقحام الجانب السياسي في الموضوع خاصة أن الأصوات الجميلة يمكن أن تثبت ذاتها وبالتسويق الجيد ويمكن الوصول للشهرة كما هو حال أعضاء لجنة التحكيم (وائل كفوري ، نانسي وأحلام) .
بعيداً عن أهداف البرنامج وماهيته إلا أنه قبل ثلاثة أيام من إعلان اسم الفائز في الحلقة الأخيرة من البرنامج أعلنت وكالة الطيران والفضاء الأميركية ( ناسا ) عن اكتشاف نجم قزم بارد تدور حوله سبعة كواكب بحجم الأرض ولكن لم يحظ هذا الاكتشاف اهتماماً كما هو الاهتمام بالمشتركين في (عرب آيدول) وعلى الرغم من الفرق الشاسع بين الحدثين إلا أنه من خلال متابعتي لبعض وسائل الإعلام العربية لم أجد ذلك الاهتمام بالاكتشاف العلمي العالمي الذي يهم الإنسانية جمعا بينما ضجت نفس تلك الوسائل لحث الجمهور على التصويت للمتسابقين ونقلت حالة الترقب التي سادت قبيل الإعلان عن اسم الفائز ، وليس انتقاصاً من البرنامج أو المجال الفني إلا أنه يمكن القول إن الجمهور العربي أصبح يتجه للصوت الذي يطربه وينسية آلامه ولو لساعات وهذا ما تتجه إليه بعض الحكومات التي تتخذ من الفن أداة لإلهاء شعوبها عن قضاياها الأساسية بدلا من مواجهة الواقع والخوض في تفاصيله والتركيز في حيثياته فالجماهير التي احتشدت في مسرح البرنامج وأمام الشاشات لانتظار الفائز والتي كانت تتفاعل معه في كل حلقة ليست كالجماهير التي كانت تنتظر الإعلان الرسمي لاكتشاف الكواكب وحيثيات ذلك الحدث العالمي الذي قد يكون اكتشافاً لمكان جديد للحياة .
الإعلام يلعب دوراً في توجيه الجمهور وتركيز اهتمامه وخاصة الإعلام المسير من قِبل الحكومات، فإقحام السياسة في الفن ما هي إلا دعاية قوية لتوجيه الرأي العام ضد بعض القضايا أما الاكتشافات العلمية فلن يكون تأثيرها بقوة تأثير الفن وخاصة أنها تحتاج إلى اطلاع وقد تفتح المدارك والعقول إلى ما لا تحبذه الحكومات وبالتالي التوجه لمطالبات ليس بوسعها تلبيتها لشعوبها فبناء مسرح لإقامة حفلة غنائية أقل تكلفة من بناء مؤسسات علمية تؤدي إلى الفضاء أو توفير مركبات للوصول للمريخ وشراء آلات موسيقية ليست بقيمة توفير مختبرات وأدوات للبحث ، فمن الأفضل إبقاء العقول في إطار الفن بدلا من تنميتها بالعلم حتى لا تكبر وتكتشف فتصدم وتبدأ بطلب التغيير فمن الأحسن إبقاء العقول تحت الرمل تلتهي بصوت زحف الرمال بدلا من أن تشم الهواء النقي فوق الرمل.
مبارك للفلسطيني يعقوب شاهين فوزه بلقب عرب آيدل ولحشده الآلاف من الجمهور ومبارك لناسا هذا الاكتشاف العالمي الذي ستنفع به الإنسانية وعقبال اكتشافات أخرى .

رابط المقال في جريدة الوطن العمانية : http://alwatan.com/details/176697 

عضو لجنة التحكيم برنامح (عرب أيدل) أحلام وزجها مع الرئيس الفلسطيني
محمود عباس