شدني الفضول بعد رؤية صور المطربة أحلام في وسائل التواصل الاجتماعي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد أن استضافها مع المتأهلين الثلاثة في مقر إقامته أثناء زيارته للبنان كونها واحدة من المحكمين في البرنامج الفني الشهير (عرب آيدل) أو محبوب العرب وكذلك استضافتهم من قِبل السفير اليمني في لبنان، كل هذه المشاهد أثارت فضولي لمتابعة الحلقات الأخيرة من البرنامج الذي تعرضه قناة (ام بي سي) وكان يحضره ابن الرئيس الفلسطيني دعماً للمتأهلين الفلسطينيين وكذلك السفير اليمني دعماً للمتأهل اليمني وكأن في فوز أحدهم حلاً للأزمات التي تمر بها بلاد المتأهلين أو أنه بحثاً عن مصدر لإدخال الفرحة في قلوب تلك الشعوب التي غادرت عنها الفرحة منذ سنوات إلى جانب إعطاء صور مغايرة عن تلك المجتمعات التي تكونت عنها صورة سيئة بسبب الدمار والأوضاع التي حلت بها والصورة السلبية التي كونتها بعض وسائل الإعلام عنها فخرج المتسابقون للمسرح لتغيير تلك الصورة قدر الإمكان بمساندة من الجانب السياسي الأكبر وهذا ما كان يردده مذيع البرنامج بين الحين والآخر بأن المشاركين استطاعوا أن يغيروا صورة شعب بأكمله، بالتأكيد هناك من يتفق وهناك من يختلف سواء في طبيعة البرنامج والتهويل الذي أعطي إياه وإقحام الجانب السياسي في الموضوع خاصة أن الأصوات الجميلة يمكن أن تثبت ذاتها وبالتسويق الجيد ويمكن الوصول للشهرة كما هو حال أعضاء لجنة التحكيم (وائل كفوري ، نانسي وأحلام) .
بعيداً عن أهداف البرنامج وماهيته إلا أنه قبل ثلاثة أيام من إعلان اسم الفائز في الحلقة الأخيرة من البرنامج أعلنت وكالة الطيران والفضاء الأميركية ( ناسا ) عن اكتشاف نجم قزم بارد تدور حوله سبعة كواكب بحجم الأرض ولكن لم يحظ هذا الاكتشاف اهتماماً كما هو الاهتمام بالمشتركين في (عرب آيدول) وعلى الرغم من الفرق الشاسع بين الحدثين إلا أنه من خلال متابعتي لبعض وسائل الإعلام العربية لم أجد ذلك الاهتمام بالاكتشاف العلمي العالمي الذي يهم الإنسانية جمعا بينما ضجت نفس تلك الوسائل لحث الجمهور على التصويت للمتسابقين ونقلت حالة الترقب التي سادت قبيل الإعلان عن اسم الفائز ، وليس انتقاصاً من البرنامج أو المجال الفني إلا أنه يمكن القول إن الجمهور العربي أصبح يتجه للصوت الذي يطربه وينسية آلامه ولو لساعات وهذا ما تتجه إليه بعض الحكومات التي تتخذ من الفن أداة لإلهاء شعوبها عن قضاياها الأساسية بدلا من مواجهة الواقع والخوض في تفاصيله والتركيز في حيثياته فالجماهير التي احتشدت في مسرح البرنامج وأمام الشاشات لانتظار الفائز والتي كانت تتفاعل معه في كل حلقة ليست كالجماهير التي كانت تنتظر الإعلان الرسمي لاكتشاف الكواكب وحيثيات ذلك الحدث العالمي الذي قد يكون اكتشافاً لمكان جديد للحياة .
الإعلام يلعب دوراً في توجيه الجمهور وتركيز اهتمامه وخاصة الإعلام المسير من قِبل الحكومات، فإقحام السياسة في الفن ما هي إلا دعاية قوية لتوجيه الرأي العام ضد بعض القضايا أما الاكتشافات العلمية فلن يكون تأثيرها بقوة تأثير الفن وخاصة أنها تحتاج إلى اطلاع وقد تفتح المدارك والعقول إلى ما لا تحبذه الحكومات وبالتالي التوجه لمطالبات ليس بوسعها تلبيتها لشعوبها فبناء مسرح لإقامة حفلة غنائية أقل تكلفة من بناء مؤسسات علمية تؤدي إلى الفضاء أو توفير مركبات للوصول للمريخ وشراء آلات موسيقية ليست بقيمة توفير مختبرات وأدوات للبحث ، فمن الأفضل إبقاء العقول في إطار الفن بدلا من تنميتها بالعلم حتى لا تكبر وتكتشف فتصدم وتبدأ بطلب التغيير فمن الأحسن إبقاء العقول تحت الرمل تلتهي بصوت زحف الرمال بدلا من أن تشم الهواء النقي فوق الرمل.
مبارك للفلسطيني يعقوب شاهين فوزه بلقب عرب آيدل ولحشده الآلاف من الجمهور ومبارك لناسا هذا الاكتشاف العالمي الذي ستنفع به الإنسانية وعقبال اكتشافات أخرى .
رابط المقال في جريدة الوطن العمانية : http://alwatan.com/details/176697
![]() |
عضو لجنة التحكيم برنامح (عرب أيدل) أحلام وزجها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق