الإجابة المثالية لعنوان المقال هي للنقد بغرض الإصلاح ، تسليط الضوء على مشكلة وإقتراح بعض الحلول لها أو الإشادة بمشروع يستحق الإشادة للاستفادة منه ...الخ ولكن الواقع الحالي يقول تجري الرايح بما لا تشتهي السفن فالإجابتان الأولى والثانية هي إجابات يتعلمها طلبة الإعلام في المنهج الدراسي ولكن تطبيقها قد يكون له نتائج سلبية على الكاتب وقد يختفي بعدها لو كان تطبيقه لما درسه بشكل فعلي ، حيث أن الصراحة والمصداقية في نقل المعلومة هي الرسالة الأساسية للإعلام وما عدا ذلك لن يتعدى المجاملة والتي هي الكلمة الأخف للنفاق وبالتالي ستصبح المقالات مجرد رص للكلمات لتغطية مساحات الجرائد والصحف .
الكتابة للكثير لم تعد لأن تكون متنفس يصب فيها الكاتب خلاصة تجربته في الحياة والقراءة والمشاهدة فالخطوط الحمراء التي أصبحت رادع ذاتي بعد أن كانت تمارس على الكاتب من أطراف عده صارت كالكابوس الذي يظهر أمامه في كل محاولة للكتابه ويكون عندها أمام خيارين أما الدخول في المتاعب التي قد تكلفه الكثير وعائلته أو يختار الجانب المسالم الذي يبقيه كاتباً له جمهوره ، وقد تكون المقالات الثقافية هي المقالات الآمَن والتي يمكن يأخذ فيها الكاتب حريته في الكتابة وكما أنها تكون موجه أو تهم فئة معينة بالتالي ستصل الرسالة للمستلم المقصود دون أن تفهم بشكل آخر لا يقصده الكاتب ، فعلى سبيل المثال الوضع المالي الحالي جعل من فرصة التعليم الذاتي الطريقة الأمثل لاستغلال الوقت في ظل توقف الترقيات والتدريب وغيرها ، الوضع نفسه يسري على الكتابة ففي ظل إزدياد نقاط التفتيش على كل كلمه وحرف يبقى الخيار الأمثل أختيار الجانب المسالم في الكتابة والمتمثل في المقالات الأدبية والثقافية التي تفيد شريحة لا بأس بها من القراء بدلاً من المقالات التي تكتب كالزينة لا يستفاد من ضوءها ولا تبعث الفرح .
أن التجارب المؤلمة دائماً ما تنتهي بنجاح وهذه المرحلة بالنسبة للإعلامي والكاتب هي مرحلة التعلم والإستفادة لكيفية التعامل مع كل الأوضاع الصعبة وإبقاء الكلمة على قيد الحياة وإن كانت غير قادرة على إظهار الحق ، لنكن متفائلين سيأتي اليوم الذي ستتاح للكلمة حريتها من أجل الوطن والمواطن وسيأتي من يعي بأن الكلمة ليس سلاحاً ضد أحد بل هي سلاح من أجل إحقاق الحق ومن يحمل ذلك السلاح همه وطنة بعيداً عن من يقف وراء نشئت ذلك الهم. ونقول كما يقول المتنبي...
تجري الرياح كما تجري سفينتنا نحن الرياح ونحن البحر
إن الذي يرتجي شيئاً بهمته يلقاه لو حاربته الإنس والجن
![]() |
القال المنشور في ملحق أنوار |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق