هناك من يعتقد أو أوهم نفسه بأن الدين مقتصر على أداء الشعائر الدينية
فقط متناسياً بأن هناك أشياء كثيرة أمر بها الإسلام ونهى عنها وبترك الأولى
وفعل الثانية قد يدخل في موضوع الحلال والحرام، ولكن عندما يوضع العقل في
إطار ضيق يصعب عليه التفكير خارج ذلك الإطار لذلك يكون تفسيرهم للدين هو
مظهر معين وأداء الفرائض فقط أما عدا ذلك فهو مسموح أو غير مرئي بالنسبة
للبعض. ومن ضمن القائمة المحذوفة أو غير المرئية لدى فئة من الناس ثقافة
العمل في رمضان والتي استبعدت عند الكثيرين رغم التزامهم الديني، فعلى سبيل
المثال ومن واقع يشاهده الجميع في رمضان من أصل خمس ساعات يداوم ساعتين أو
قد يتغيب عن عمله لأنه قضى ليلته في قيام الليل أو قراءة القرآن وبالتالي
هو غير مستعد لاستقبال أي عمل يناط إليه فيأتي متثاقلاً لتسجيل حضور فقط،
ونسى أن العمل أيضاً عبادة وبأن التبسم صدقة وأن الحركة بركة … (فَإِذَا
قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ
اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) سورة
الجمعة. وأما ردة فعل المسئول على هكذا نماذج تعتبر منافية لحرمات الشهر
وغير مقبولة لأنها ثقافة على الجميع التعايش معها !!
وفي الجانب الآخر هناك من يستغل ليالي رمضان بكل ما تحمل من أجواء رمضانية ممتعة فيقضي وقته في المقاهي أو السهرات التي تستمر حتى آذان الفجر أو متابعة التلفاز أو غيرها من العادات الرمضانية المعروفة ولكن الاستمتاع بهذه الأجواء الجميلة لا يعني أن الوقت المخصص للعمل يتم قضاؤه في النوم أو الحضور في وقت متأخر والانصراف باكراً ، لأن هناك من ينتظر تخليص معاملته أو من قطع مسافة ليقابلك ، فوضع رمضان كحجر عثرة هو صفة المتخاذلين والمتقاعسين ، بل يتعمد كثيرو الأعذار على عدم الخروج في إجازة بحجة قصر فترة الدوام وبأن الغالبية العظمى يعيشون نفس الروتين خلال الشهر وبأن رمضان شهر التسامح لذلك على المسئول أن يتغاضى عن زلات الموظفين لأنه لا يأكل ولا يشرب خلال النهار وبالتالي ليس لديه طاقة للعمل وما أكثر الأعذار التي تطرأ طول العام وتتضاعف في الشهر الفضيل كما هي عدد المشاهدات في اليوتيوب، فبالإضافة إلى العدد الذي اعتاد على قضاء ساعات العمل لمشاهدة المسلسلات والبرامج خلال السنة يزيد العدد خلال رمضان لأن الأعمال الدرامية كثيرة والوقت غير كافٍ لمشاهدتها في المنزل وبالتالي وقت الدوام هو الأنسب وكذلك البحث عن وصفات الفطور لها نصيب من الوقت .
وبعيداً عن الدين وحتى لا أتهم بلعب دور الوصاية إلا أن ثقافة العمل بمنظورها السلبي في رمضان أصبحت حالة عامة فما أن يهل الشهر الفضيل تقل ساعات العمل ويقل العمل المنجز وكأنه شهر غير محسوب ضمن شهور السنة لذا من الأفضل أن يتم التقييم في نهاية السنة على أحد عشر شهراً حتى يتصف التقييم بالعدل قدر الإمكان .
رمضان من أفضل الشهور في تنمية ورفع مستوى الإنتاج وذلك لأنه يخلو من وقت مستقطع لتناول الوجبات أو التي قد تسبب خمولا كما أن فترة الدوام قصيرة ويمكن استغلالها استغلالاً أمثل ، كما انه من انسب الفترات لوضع الخطط فهي فترة تتمتع بصفاء الذهن وقلة الأحاديث الجانبية ، لذلك فإن ثقافة العمل السائدة خلال الشهر الفضيل يجب أن تغيرها ولا اقول هنا بضرورة تنظيم حملات توعية أو مشابهة بل هي ثقافة يمكن أن تتغير من الشخص نفسه وباقتناع تام فكثير من العادات والتصرفات جزء كبير نفسياً ما إذا تم اقتلاعها يتم العلاج (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) الرعد (11).
رباط المقال في جريدة الوطن: http://alwatan.com/details/202787
وفي الجانب الآخر هناك من يستغل ليالي رمضان بكل ما تحمل من أجواء رمضانية ممتعة فيقضي وقته في المقاهي أو السهرات التي تستمر حتى آذان الفجر أو متابعة التلفاز أو غيرها من العادات الرمضانية المعروفة ولكن الاستمتاع بهذه الأجواء الجميلة لا يعني أن الوقت المخصص للعمل يتم قضاؤه في النوم أو الحضور في وقت متأخر والانصراف باكراً ، لأن هناك من ينتظر تخليص معاملته أو من قطع مسافة ليقابلك ، فوضع رمضان كحجر عثرة هو صفة المتخاذلين والمتقاعسين ، بل يتعمد كثيرو الأعذار على عدم الخروج في إجازة بحجة قصر فترة الدوام وبأن الغالبية العظمى يعيشون نفس الروتين خلال الشهر وبأن رمضان شهر التسامح لذلك على المسئول أن يتغاضى عن زلات الموظفين لأنه لا يأكل ولا يشرب خلال النهار وبالتالي ليس لديه طاقة للعمل وما أكثر الأعذار التي تطرأ طول العام وتتضاعف في الشهر الفضيل كما هي عدد المشاهدات في اليوتيوب، فبالإضافة إلى العدد الذي اعتاد على قضاء ساعات العمل لمشاهدة المسلسلات والبرامج خلال السنة يزيد العدد خلال رمضان لأن الأعمال الدرامية كثيرة والوقت غير كافٍ لمشاهدتها في المنزل وبالتالي وقت الدوام هو الأنسب وكذلك البحث عن وصفات الفطور لها نصيب من الوقت .
وبعيداً عن الدين وحتى لا أتهم بلعب دور الوصاية إلا أن ثقافة العمل بمنظورها السلبي في رمضان أصبحت حالة عامة فما أن يهل الشهر الفضيل تقل ساعات العمل ويقل العمل المنجز وكأنه شهر غير محسوب ضمن شهور السنة لذا من الأفضل أن يتم التقييم في نهاية السنة على أحد عشر شهراً حتى يتصف التقييم بالعدل قدر الإمكان .
رمضان من أفضل الشهور في تنمية ورفع مستوى الإنتاج وذلك لأنه يخلو من وقت مستقطع لتناول الوجبات أو التي قد تسبب خمولا كما أن فترة الدوام قصيرة ويمكن استغلالها استغلالاً أمثل ، كما انه من انسب الفترات لوضع الخطط فهي فترة تتمتع بصفاء الذهن وقلة الأحاديث الجانبية ، لذلك فإن ثقافة العمل السائدة خلال الشهر الفضيل يجب أن تغيرها ولا اقول هنا بضرورة تنظيم حملات توعية أو مشابهة بل هي ثقافة يمكن أن تتغير من الشخص نفسه وباقتناع تام فكثير من العادات والتصرفات جزء كبير نفسياً ما إذا تم اقتلاعها يتم العلاج (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) الرعد (11).
رباط المقال في جريدة الوطن: http://alwatan.com/details/202787
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق