الثلاثاء، 23 فبراير 2016

من لا يقرأ؟



كثيراً ما يطرح هذا السؤال لماذا لا يقرأ العرب؟ أعتقد أن هذا السؤال يحمل حكم عام غير عادل أو ينطبق على شريحة معينة فإذا كان العرب لا يقرأون لماذا تزخر معارض الكتب سنوياً بالآلاف المؤلفات الجديدة باللغة العربية أو غير العربية أو حتى المترجمة من لغات أخرى ، لماذا تزدحم هذه المعارض  بالملايين من الزوار والتي تنتظر المعرض بكل لهفة ؟ لماذا تباع الكتب والمجلات على أرصفة الشوراع في بعض المدن العربية؟ لماذا أزدهرت في الأونة الأخيرة التجارة الإلكترونية للكتب؟ لماذا أزاد عدد الكتب التي يتم تنزيلها إلكترونياً بشكل يومي؟ لماذا يزداد عدد دور الطباعة والنشر؟  لماذا ولماذا... كثيراً هي الأسئلة التي تتوحد إجابتها لتكون لأنهم يحبون القراءة ، نعم أنهم يحبونها بل لا يكاد يخلو بيت من كتاب أو مجلد قديم ، خليجياً وعلى سبيل المثال بلغ عدد الزوار في معرض الشارقة للكتاب ومعرض الرياض السابق اكثر من مليوني زائر فيما سجل معرض مسقط للكتاب في نسختة الماضية 700 ألف زائر وحظيت كتب الأطفال إقبالاً وإهتماماً كبيراً من مبيعات المعرض السابق مما يعني أن هناك جيل قادم سيستمر في القراءة حسب الطرق التي يحبذها، ونسبة كبيرة من المسلمين يقرأون القرآن بشكل يومي والمسيحين يقرأون الإنجيل وهناك من يكتفي بقراءة الصحف والمجلات وكل حسب توجهه وإهتمامه، محلياً هناك شح في المكتبات التجارية وأعتقد هذه ترتبط بأسباب إقتصادية إلا أن المكتبات العامة بدأت تأخذ مكانها في بعض الولايات بمبادرات أهلية ناهيك عن المكتبات الشخصية التي تختبيء في البيوت وتحول الكثير منها إلى مكتبات عامة خاصة بعد أن يتوفى صاحبها وكذلك المبادرات الشبابية بتخصيص رفوف تزخرفها الكتب في اماكن الإنتظار أو مقاهي شرب القهوة .
هناك من يربط نسبة الأمية في الأمة العربية والتي تبلغ عشرين في المئة بمستوى القراءة ، شخصياً لا أعتقد أن هذه النسبة يمكن أن تكون مقياس للقول بأن الأمة العربية لا تقرأ فهذه الأمية لها ظروفها وبدأت تتلاشى تدريجياً لأن الفرد نفسه بدأ يعي بأنه لا يمكن البقاء على قيد الحياة في هذا العالم المعلوماتي إذا لم يكن يجيد القراءة والكتابة فأبسط وسائل التواصل وهو الهاتف من شروطه القراءة والكتابه حتى يمكن إستخدامه ومن لا يستخدم الهاتف اليوم؟! كل شيء أصبح مرتبط بالقراءة الحياة فرضت القضاء على الآمية تلقائياً وفي كثير من الأحيان بشكل غير مخطط له.
إذن الإشكالية ليست في القراءة بحد ذاتها ولكن ماذا نقرأ ومتى نقرأ هنا تكمن الإشكالية ، ليس كل كتاب يحتوي على معلومات يمكن أن تفيد القاريء وتغذي عقله فهناك بعض الكتب التي لا تتعدى مجموعة أوراق تم تجميعها معاً لتكوّن كتاب وأخرى ترجمت من لغات اخرى فغاب المضمون في سوء الترجمة هناك كتب هدفها الوصول إلى نقطة ضبابية يصعب إختراقها أو مشاهدة ما فيها بوضوح فيتوه القاريء في ذلك المشهد وكم من قاريء وقع في يده كتاب أنتهى منه وهو غير متأكد من صدق إيمانه ومن صحة الطريق التي سلكها لأنه قرأ الكتاب وهو في سن يسهل التأثير على عقله أو أن عقله لم ينضج بعد ليقرأ ذلك الكتاب فأستسلم لكل شاردة وواردة في الكتاب وكأنه كتاب سماوي صدق ما جاء فيه وكم من قاريء أنتهى من قراءة كتاب وهو بين صفوف جماعات إرهابية لأن تلك النوعية من الكتب خيلت له أن الدفاع عن الإسلام يكون بالجهاد والموت في سبيله وهي الطرق المضمونة للجنة وهناك كتب لا يتعدى هدفها ليكون تسويق للكاتب ، فالكتاب بشكل عام لا يخلو من قناعات الكاتب وبالتالي ليس كل معتقدات أو قناعات الكاتب صحيحة فيأخذ ما يستفاد منها ويترك الآخر من الإطلاع والمعرفة.
دائماً ما تتهم الأمة العربية نفسها بالقصور ولعب دور الضحية وقد يكون ذلك في بعض جوانب الحياة وليس جميعها فعلى صعيد القراءة هناك تحرك مجتمعي وحكومي فأعتقد ان مبادرة حكومة الإمارات بتخصيص هذا العام للقراءة ستكون تجربة جيدة ممكن أن يستفاد منها خليجياً وعربياً أما محلياً فمكتبة السندباد المتنقلة للأطفال والتابعة لمؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر والتي أنطلقت منذ العام 2009م وما زالت ومكتبة الأطفال العامة التي من المؤمل أن تفتح قريباً هي خطوات تبشر بأن هناك جيل سيتربى على حب القراءة وسيلغي التشاؤوم العربي محولاً جملة امة تقرأ لا تقرأ إلى أمة أقرأ تعشق القراءة.  

المقال أعلاه قبل النشر 

في الرابط المقال المنشور 

رابط موقع خليج24 حيث نشر المقال 







السبت، 20 فبراير 2016

ستيفن هوكنغ


على الرغم من أني لم أكن أعرف عن هذا الرجل إلا أنه أحد الملحدين الذي كان ينفي وجود الرب كون الإيمان بالرب يتعارض مع البحث في مكنونات هذا الكون ونشأتة والفيزياء المكون له ، إلا أن فيلم نظرية كل شيء (The Theory of Everything's) ، أبرز جانب مهم في حياة عالم الفيزياء النظرية ستيفن هوكنغ ، الذي بدأت عليه علامات التفوق منذ صغره إلى أن سقط مرمياً على الأرض في جامعة كامبريدج الذي نال منها درجة الدكتوراة عرف بعدها أنه مصاب بمرض مميت لا علاج له وهو مرض التصلب الجانبي وكان في الحادية والعشرين من عمره وأخبره الأطباء بأنه لن يعيش أكثر من سنتين إلا أن الإصرار العزيمة ووقوف أحباءه وعائلته وإيمانة بما يسعى إلى برهانة في الفيزياء جعله يعيش حتى اليوم وعمره الآن أربعة وسبعون عاماً ، تغلب بذلك على مرضة الذي سكن معه حتى تمكن من كامل جسده إلا عقله الذي كان سبب حصوله على درجة الدكتوراة في الفيزياء وحظي بذات اللقب وكرسي الأستاذية الذي حظي به من قبل (إسحاق نيوتن) بينما كان جسده يستسلم للمرض .
ستيفن كوّن أسرة ورزق بثلاثة أبناء أعتبرهم تكريماً له لذلك لم يقبل تكريم ملكة بريطانيا له ومنحه لقب (فارس) لأن زوجة وأبناءه ونجاحه وبقاءه حياً على الرغم من عدم تمكن الطب من مساعدتة أكبر تكريم له ، والتكريم الأكبر لعقله والمفاجئة الكبرى لزوجة عندما فاجئها بأنه أصبح يؤمن بالرب الذي هو سبب لما هو عليه اليوم ، هذه رسالة توجه لمن يعتقد بأن الإيمان بالله يتعارض مع أفكارهم التي تبحث عن كل ما هو جديد وأنه يحد من تفكيرهم في التأمل في الكون وبأن الدين يتصف بالجمود ولا يمكن التطوير فيه.
هذا الشخص على الرغم من أختلافنا مع أفكاره في بداية حياتة العلمية بغض النظر عن أسبابها ، إلا أنه مثال لكل جسد صاحي ولكنه ينتظر أن يأتيه كل شيء على صحن من ذهب وأن تأخر ذلك الصحن فأن قائمة اللوم تطول ، نعم هناك تحديات وحوائط بشرية كثيرة لكن أبواب السعي والعطاء موجودة علينا أن نبحث عنها وأن لا نستسلم مع أول حائط بشري ، المهم الإيمان بما نسعى إليه والكفاح لأجله ، إذا كانت صحة أجسادنا بأفضل حالاتها فلننطلق ونكون قدوة للآخرين ، وهنا أيضاً رسالة لذوي الإعاقة الذين عليهم أن يكونوا قدوة لغيرهم من الأصحاء بإصرارهم وعزيمتهم وأن يستغلوا قدراتهم التي وهبها الله لهم وأن لا ينتظروا تحرك الآخر ليقودهم وليس هناك ما هو صعب في عقل يؤمن بالمستحيل ويعتقد به ما دامت هناك هدف لحياتنا ، فستيفن هوكنغ لم يستسلم لمرضة وأفكار الموت التي صاحبتة طيلة حياته بل واصل حياتة ليصل لهدفه وينشر رسالتة للعالم حتى فاجئة القدر بقطع أحباله الصوتية ، ويعيش حياتة أبكم غير قادر على الحركة لكن عقله يدير حياتة بنجاح شاطره العالم.

@sahaf03

ستيفن هوكينج
 




الثلاثاء، 16 فبراير 2016

سنية مبارك

بين الترحيب والإعجاب تلقى الشعب التونسي في أوائل شهر يناير الماضي خبر تعيين المطربة سنية مبارك وزيرة للثقافة كأول مطربة عربية تتقلد منصباً وزارياً ، وعلى الرغم من أنها حاصلة على الأستاذية في الحقوق وغيرها من الشهادات العلمية وبصدد الحصول على الدكتوراه في العلوم السياسية إلا أن الموهبة والهواية التي صقلتها سنية تفوقت على العلم وأوصلتها إلى كرسي الوزارة بجمهور كان يحبها ويستمتع وهو يستمع لها، خاصة وأنها اختارت الطرب الأصيل لتوصيل رسالتها ورسالة وطنها للعالم، وبذلك فهي تقلدت المنصب دون الحاجة إلى انتظار ما ستسفر عنه تجربتها في تحمل المسئولية فإن فشلت في وزارتها فلن تتخلى عن الفن الذي تقول عنه : (في الغناء أجد راحتي النفسية الكاملة وأجد الطريق الأفضل للتواصل مع الزمان والمكان..) كما أنه وكما يبدو أن علاقتها بالمثقفين والفنانيين جعلت الأقلام والأصوات تتحرك لصالحها وتقف في صفها على الأقل في المرحلة الأولى وبما أن الإدارة تخلق الأعداء فيمكن أن تخرج بعض الرؤوس لتقف على كل حرف وتسجل أي خطأ على أنه مصيبة لابد من تصحيحها بتغيير الدور (إلى بعده).
بعيداً عن جنسها إلا أنه يمكن القول إنه عندما يكون الإبداع مولودا بالفطرة فهو يفوق الإبداع الذي قد يولد بالمعلومة المكتسبة فعلى الصعيد المحلي هناك الكثير من الأسماء التي استطاعت ان تحقق نجاحات باهرة في المجال الذي سلكته بسبب الموهبة والتي تحولت في كثير من الأحيان إلى هواية، والنجاح والسطوع في المجتمع كان من خلال تلك الموهبة أو الهواية بينما في الجانب الاخر والذي هو الجانب العملي لم تستطع تحقيق تقدم وكما يقول المثل (صاحب بالين كذاب) فالعمل يرتبط بالوظيفة التي يجب تأدية مهامها رضينا بذلك أم لم نرض كون هناك قوانين وأنظمة تحدنا وهناك الكثير من الأشخاص الذين يتشاركون في تأدية العمل لذلك فإن القرارات ليست فردية والتوجهات ليست فردية ويجب الرضوخ لها في كثير من الأحيان كما أن هناك الكثير من الخطوط التي يجب عدم تجاوزها كون العمل مرتبطا في الكثير من الأحيان بالجانب الرسمي ومؤطر بإطار، فما يمكن تقبله على الجانب الشخصي لا يمكن تقبلهُ من جهة العمل وما يمكن تأديته في بعض الأعمال الخاصة لا يمكن أن ينفذ في جهات العمل الرسمية فهناك من استمر حيث الإبداع وجعل من الوظيفة بابا لكسب العيش فهو لا يضيره ما يقال عنه وظيفياً بقدر ما يستمتع الجمهور بأعماله الإبداعية وفي أحيان كثيرة تكون الوظيفة غير معلنة لأنها ليست ذات أهمية للجانب المكشوف أمام جمهوره ، وبالتالي عدم النجاح لا يعني في ذلك الجانب الفشل ، ولكن قاربه ضل طريقه فأخذته الأمواج إلى الاتجاه الخاطئ فإما أنه يستمر في التجديف إلى أن يصل إلى بر الأمان أو يستسلم للقدر فيرى إلى أي مرسى سيحط به القارب.
في الجانب الآخر هناك من استغل موهبتة ليبدع في مجال عمله قدر المستطاع فمن كان في يده الريشة رسم بها لوحتين، واحدة شخصية تحمل اسمه بتوقيعه وأخرى رسمها بمشاركة فريق عمله. وسنية مبارك وحسب قراءتي لسيرتها الذاتية والمليئة بالمشاركات الفنية المحلية والعربية والمسئوليات في الجانب الفني والتي كان آخرها قبل توليها منصب الوزارة مديرة الدورة الخمسين لمهرجان قرطاج الدولي وذلك في العام 2014 ولمدة عامين، حيث سيكون مكانها هنا تسخير الجانب الإبداعي لصالح الوظيفة، فهل ستكون سنية بدهاء الأنثى قادرة على أن تكون المفتاح الذي سيفتح الباب أمام الفنانين والمطربين ليتقلدوا مناصب؟ وسأبتعد عن ذكر المثقفين هنا لأن لهم نصيب جيد في المناصب على المستوى العربي وخاصة في السنوات الأخيرة فمنهم من استطاع الخروج من عباءة المثقف ولبس عباءة المسئول وبالتالي تنصل من كل كلمة كتبها وكانت تظهر منتقده وآخرين لم يستطيعوا الفصل بين الإثنتين فكانوا هدفا ترمى عليهم الأحكام وتذكرهم بجملهم السابقة التي دائماً ما تبدأ بكلمة “لو” بشكل غير مباشر.
تقول سنية مبارك : (الفن لا يحول دون أن أتحمل أية مسؤولية يمكن أن أقدم من خلالها خدمة لوطني وبلادي….)

خولة بنت سلطان الحوسني
@sahaf03
رابط المقال في الجريدة :
الوزيرة سنية مبارك


الأربعاء، 10 فبراير 2016

لغز الموجة الخامسة

فيلم الموجة الخامسة (The 5th wave) المقتبس من رواية الأميركي ريكي يانسي والتي تحمل نفس الإسم وعرض مؤخراً في صالات السينما حل لغز الكثير من الأشياء المبهمة التي بدأت تظهر أمامنا كواقع غير حقيقي بل هي مجرد أفلام تصدّرت نشرات الأخبار وملأت صفحات الصحف واستطاع أبطالها أن يحققوا شهرة عالية بسبب إتقانهم للأدوار الموكلة إليهم ، الكثير متيقن أن داعش ليست مجموعة أشخاص بل هي دولة عظمى تحرك هؤلاء الأشخاص مقابل أهداف بعيدة المدى منها سياسية أو اقتصادية وغيرهما من الأهداف التي سنكتشفها لاحقاً في مذكرات أوباما بعد تقاعده أو المسئولين الأميركان الذين شاركوا في كتابة السيناريو الحالي المتقن والمبطن ، كُتاب سيناريو الوضع الحالي أثبتوا للعالم بأنهم أكثر ذكاء من الكُتّاب السابقين الذين كانوا يتخذون من الحرب سلاحهم لتحقيق الأهداف اما الآن فقد اتخذوا من الدراما السلاح الذي من خلاله ينفذون خططهم الخبيثة واستخدموا ممثلين من الدول التي يسعون لتدميرها حتى لا يشعر أحد بتدخلهم فأعلن فيلم داعش الذي تم اختصاره في فيلم الموجة الخامسة الذي كتبت روايتة قبل سنوات. الفيلم يقول بأن هناك من هو مستعد لفعل أي شيء من أجل تحقيق أهدافه فالمخلوقات الفضائية التي اختلقت والتي كانت تظهر في أول الفيلم وجعل الناس يصدقون أنها حقيقة حتى اخذت تدمر حياتهم وراح نتيجة تلك المخلوقات التي بدأت كالصحون الطائرة القادمة من الفضاء الخارجي ونتيجة لوجود تلك المخلوقات استسلمت أرواح واختفت الكثير من العائلات ورحل الناس من مدنهم وانتشرت أمراض جديدة لا يعرف لها علاج وغيرها من الأمور التي يعتقد المشاهد انه مجرد فيلم خيال علمي مليء بالمشاهد المؤثرة التي تحاول سلب عقل المشاهد وتؤثر فيه حتى يحقق الفيلم هدفه من الانتشار ولكن تظهر الحقيقة في الفيلم وكذلك الحقيقة في الواقع الذي يعيشه العالم الآن وذلك في الربع الأخير من الفيلم عندما اجتمع اهالي المدينة المنكوبة في مخيم وأتي الجيش الأميركي لنجدتهم معلناً بأن عمليات الإنقاذ ستكون اولاً للأطفال ومن ثم كبار السن ومع اعتراض البعض على هذا القرار اضطر الجيش الأميركي إلى تنفيذ خطته بقتل الآباء والأمهات قبل الوقت المحدد لذلك حتى تخرس الأفواه وتمشي الخطة بأمان ، ومشت الحافلات التي أقلت الأطفال إلى معسكرات غسيل الدماغ وذلك لتربيتهم على مبدأ معين أن هناك مخلوقات غريبة على هيئة بشر يجب قتلها والتخلص منها حتى يتم القضاء على المرض الذي انتشر وقتل عائلاتهم وللتعرف على تلك المخلوقات لابد من ارتداء قناع يمكنهم من التعرف عليهم وبالتالي سهل القضاء عليهم ، وبعد أن تم إقناع من تم ضمهم لذلك المعسكر خضعوا لتدريب عسكري مكثف جعلهم قادرين على مواجهة العالم الخارجي بكل قوة وتحد وبالفعل تم تنفيذ الخطة بعد اكتمال التدريب وتحول هؤلاء الأطفال إلى قتلة دون أن يشعروا بذلك لأن البشر أصبحوا بالنسبة لهم خطرا ولابد من القضاء عليهم وأن ما يفعلوه هو عين الصواب بعد أن تم إقناعهم بأنه لابد من تطهير المنطقة من هؤلاء الأشخاص الذين لا ينتمون إلى الجيش الأميركي إلا أن مقتل أحدهم واستسلام آخر جعلهم يكتشفون الحقيقة وبأنهم مجرد أداة استخدمها الجيش لقتل أشخاص أبرياء ليس لهم أي ذنب مجرد أنهم هدف لمخطط أميركي وهذا هو السيناريو نفسه الذي نشاهده يومياً وسقطت بسببه دول فلا يعقل أن أشخاصا بعقول البشر يقومون بتلك الأعمال الوحشية ما لم يكن وراءهم مخطط قوي أقنعهم بأن الذي يفعلونه هو الحق والصواب فمتى ستأتي يا ترى النهاية التي ستكشف لهم أنهم ضحية وأداة مستخدمة لقتل أناس أبرياء ، فيلم الموجة الخامسة اختصر القصة وقد يكون هذا الفيلم بداية من بدايات الكشف عن هذه المخططات الضالة التي خبئت تحت مسمى الإسلام .
دائماً الدول الكبرى والعظمى تكشف مخططاتها وسيناريوهاتها من خلال أفلام أو مذكرات فهل هذا الفيلم بداية النهاية كنوع من التفاؤل أما الجانب المتشائم سيقول أشك في ذلك!!! ربما 



الاثنين، 1 فبراير 2016

حفاظات وأشياء أخرى




أثار القرار الوزاري الصادر من وزارة الصحة بشأن تحمل الأهل توفير الحفاظات لأطفالهم في العناية المركزة تماشياً مع ترشيد الإنفاق الذي سببته الأزمة المالية التي تمر بها البلاد حالياً حفيظة البعض وأستُقبل هذا القرار بالكثير من العاطفة والقليل من التفهم حتى أدخل الحابل بالنابل والذي نظر له من ناحية سعر كرتون الواحد دون معرفة حجم الصرف على هذه المواد التي نراها جداً بسيطة ولكنها تستنزف من ميزانية الدولة وقد يقول قائل هناك من يستنزفها أكثر من الحفاظ!! ، هذا الموضوع  فتح الباب لتساؤلات أخرى من الجيد الوقوف معها  ومناقشتها بصوات مرتفع لعلها تحرك ساكناً ان لم يكن اليوم قد يكون في المستقبل القريب .
من جهة الحكومة متخذة القرار كان من الأولى مراعاة ظروف بعض الأسر والتي يغطي دخلها الشهري المأكل والمشرب فقط أما غير ذلك من احتياجات بالكاد تغطيتها بل أنها تتحول لدى بعض الأسر تتحول إلى كماليات ، فكان من الأولى أن لا يتم التعميم وأن يتم توفيرها بشروط كأن تتوفر للأسر من ذوي الدخل المحدود أو من الواقعين تحت مظلة الضمان الاجتماعي بالتالي يقل الصرف دون أن يقع ضرر على المواطن الذي يمكن ان يؤثر ذلك عليه وأن كان شيئاً بسيطاً في نظر البعض ، أو تساهم هذه الأسر بمبلغ رمزي أي أن تكون هذه المواد مدعومة من الحكومة وينطبق ذلك على المواد الأخرى التي تم إيقافها ، فإذا تخيلنا بأن هناك عين مصابة وعين صحيحة فمن الأفضل المحافظة على العين الصحيحة أولاً حتى لا تتاثر وعلاج العين المصابة أن امكن ،هذا ينطبق على بعض فئات المجتمع التي يشكل وقف توفير بعض المواد عنها عبئاً لا يمكن تحمله بينما (العين الصحيحة) هناك بعض الفئات لا يؤثر ذلك على ميزانيتها بشكل مباشر وبالتالي يمكن أن يتم وقف الدعم عنها (العين المصابة).
المجتمع في فترة من الفترات كان مرفهاً رفاهية ليست في محلها أو يمكن القول رفاهية شكلية فقط فكانت الأشياء البسيطة التي لن تحدث فرقاً في ميزانية الشخص توفر مجاناً وهي تكلف ميزانية الدولة فمثلاً الصحف والمجلات التي يتم توفيرها كل صباح للموظفين إذا اشتراها الموظف بنفسه لن تكلفه الكثير بين كانت تكلف المؤسسات الحكومية أكثر من مائة وخمسين ألف من موازنة كل مؤسسة ولكم أن تتخيلوا السعر الكلي لكل المؤسسات ، لذلك كان من الأفضل لو قننت المسألة بوضع الجريدة على حامل الصحف والجرئد في أماكن الاستراحة أو أماكن الممرات بحيث يتم تصفح الجريدة أو الصحيفة وإرجاعها لمكانها بعد الإنتهاء من قراءاتها مثل المعمول به في بعض المقاهي والمحلات لمن يحب قراءتها ورقية أو الإنتقال للطبعات الإلكترونية في الإنترنت التي يمكن تصفح من خلالها أي جريدة كانت ، بدل من خلق الحساسيات بين الموظفين وإبقاءها لبعضهم وقطعها عن الآخر لأن هذه الفترة حساسة وصغار الأمور تُهوّل ليس بسبب السلبية التي يتهم بها البعض ولكن لأن هذه الفترة هي فترة إنتقالية تحتاج للتعود عليها ليتم التأقلم معها.
كانت الدولة توفر أثناء ساعات الدوام الماء والقهوة والتمر والحلوى وغيرها من المأكولات والشاي والصحف والجرائد والمواصلات ووقود للبعض حتى الآن لتصل لتوفير الملابس في بعض المؤسسات ناهيك عن المكافأت على كل صغيرة وكبيرة للمستحق وغير المستحق وهي أشياء ليست ضرورية في العمل وما زالت تقدم لكبار المسؤولين ولكن ماذا قدم خلال تلك الفترة التي كان فيها بعض الموظفين وكما يقال باللهجة الدارجة (محمولين مزمولين) أعتقد أن هذه الأشياء وأن كانت بسيطة ولكن كانت سبب للشعور بالراحة السلبية لدى البعض مما أنعكست بشكل سلبي أدى إلى ركود العمل بدل من العطاء حتى أن البعض أنقلبت مكاتبهم إلى سبلة لتبادل الأحاديث والأكل والشرب ، إذا كان التقنين سينفذ لفترة محدودة فنتمنى أن يكون مستمراً لبعض الأشياء التي ولّدت الإتكالية بل من المبادرة على العطاء في بيئة العمل .
كما انه طريقة سهلة لترشيد الإنفاق وطريق خالي من الوعورة ولكنه يفقد الجودة فالعبور من ضفة إلى أخرى سهلاَ ولكن كيف كان العبور وكم استغرق من الوقت وكم عدد الناجيين ؟ المجتمع مقدر لهذا الظرف وأن كان البعض لا يجيد إغلاق فمه وإيقاف يده عن الكتابة.
 
المقال في ملحق انوار