الخميس، 30 مايو 2024

رامي كتب خانسة Rami Kütüphanesi

  

بعد كتب الوثائقيات دائماً ما أبحث عن الروايات التاريخية الواقعة في حقبة زمنية تروي أحداث وقعت في الماضي استشف منها واقع تلك الحقبة وتفاصيل الحياة آنذاك. كيف كانوا يعيشون؟ وماذا يفعلون؟ وما هي اهتماماتهم؟ وكيف يقضون يومهم؟ وما هو مصدر دخلهم؟ فكما استمتع بالأحداث أغذي مخيلتي بواقع ذلك الزمن لذا من يعرفني يجد أن مكتبتي أمتلئت بهذه الروايات وخاصة المترجمة من لغات أخرى. وجدت في هذه الروايات وخاصة الواقعة في أوربا وأمريكا الكثير من الأحداث التي تعيشها الأمة العربية اليوم بينما كانوا الأوربيين قد مروا بها منذ قرون (الزمن يعيد نفسه في بقعة أخرى من العالم).

هذه المرة كانت التجربة مختلفة بدلاً من أن أبحث عن رواية تاريخية وجدت نفسي أعيش في أروقة التاريخ مستمتعة بكل تفاصيله. فما أن عرفت بأنه تم افتتاح أكبر مكتبة في إسطنبول كانت ثكنة عسكرية لم أتردد لزيارتها. وهنا بدأت أعيش التاريخ بدل من قـراءته. ما أن وطئت أقدامي حي المكتبة قبل دخولها تردد في مخيلتي أصوات الجيش وهم يتجولون في الأنحاء. حيث كانت مكتبة رامي التي أفتتحها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في يناير 2023م، عبارة عن ثكنة عسكرية شهدت العديد من الأحداث العسكرية العثمانية. بناها الوزير الأول رامي محمد باشا في القرن الثامن عشر وإليه يُنسب اسمها واسم الحي الذي تقع فيه وذلك في عهد السلطان مصطفي الثالث.

دخلت المكتبة وبدأت أصوات ضرب أقدام الجيش وهم يؤدون تدريباتهم العسكرية تقترب إلى مسمعي وكأني أعيش قبل ما يقارب 300 سنة حيث بنيت ثكنة رامي، المكان يعود بك إلى التاريخ طوعاً، الجدران الحجربة والنوافذ الصغيرة ذات الأرفف، رائحة التراب، الممرات المحدود المساحة والممتدة على مد البصر، الأسقف الخشبية المليئة بالذكريات والشاهدة على الأحداث، جميع التفاصيل تعود بك إلى الحروب التي خاضتها الدول العثمانية. وفي قاعات الكتب تبادر إلى ذهني أماكن أسرة الجيش الحديدية ذات الطابقين وحديثهم الليلي قبل أن يخلدوا للنوم ووقع صحونهم وملاعقهم اثناء الأكل، لم يكن يعرفوا أن هذا المكان الذي سجل بطولاتهم سيتحول إلى مركز ثقافي ولكن يحمل ذكرياتهم وذكريات قادتهم الذين خصصت مكاتبهم التي أداروا منها المعركة العثمانية الروسية 1928م إلى أماكن للبحوث والدوريات العلمية وكتب اللغات الأخرى. وفي نهاية الممر تشتم رائحة الطعام العثماني وهو يُطبخ في المراجل الضخمة والطهاة وهم يرمون بالأخشاب لزيادة النار وما أن دخلت للمكان وجدته مكتبة شرائية.

في القاعات الكبرى التي كانت تُدرّس منها العلوم العسكرية عندما أنشئت مدرسة فنون الحربية المنصورة وهي واحدة من أهم مؤسسات التعليم العسكري في عهد السلطان محمود الثاني، أصبحت الآن هذه القاعات أماكن للندوات والمحاضرات والفعاليات الثقافية المختلفة. كما تفوح رائحة الأدوية في غرف التداوي من الأمراض المعدية التي أصيب بها الجيش والتي حولت في المكتبة لأغراض تخزين الكتب التي يصل عددها إلى أكثر من مليوني كتاب منها مليون كتاب نادر بحسب موقع TRT عربي.

وما أن تخرج للساحة الكبيرة الواقعة في منتصف المبنى وتحيط بها مباني الثكنة تستوقفك المباني الواقعة تحت الأرض في ماذا كانت تستخدم؟ قد تكون مخازن للأسلحة أو ملاجيء للجيش اثناء للهجمات وأوقات الحروب، اليوم هي مقاهي للقهوة ومطاعم. شريط تاريخ الثكنة لا ينتهي هنا فكل زاوية تحكي قصة منذ زمن بعيد.

في عام 1980م انتهت وظيفتها كثكنة عسكرية وتعددت استخداماتها بعد ذلك كمكان لبيع وتوزيع الأغذية، وملعب لكرة القدم وأخيراً بعد الحروب استقرت لنشر السلام من خلال المعرفة لتكون مكتبة ومركز ثقافي باسم مكتبة رامي أو كما تسمى بالتركية (Rami Kütüphanesi).

 


رابط المقال في موقع إذاعة الوصال

https://wisal.fm/news/thqaftt/rame-ktb-khanstt-16470-a






 

 

 

 

 


الجمعة، 29 مارس 2024

صناعة المجرمين

 


قبل سنة تقريباً وبينما كنت أشاهد الأخبار في إحدى القنوات الفضائية، لفت إنتباهي خبر وفي الوقت نفسه دفعني للشك في ما إذا غيرت القناة لمشاهدة فيلم بوليسي، ولكن بعد التركيز في الشعار وجدت بأني ما زلت أتابع نفس القناة فتسمرت على الشاشة لأستوعب ما أشاهده وبأنه حقيقة وليس من مخيلة كاتب أو مخرج، حيث كانت الأحداث عبارة عن مطاردة وإطلاق للنار بين الجيش وأفراد إحدى العصابات التي تمتلك من الأسلحة والعتاد من طائرات وسيارات وصواريخ أكثر مما تملكه الحكومة مما جعلها تعلن حظر التجول وإيقاف المدارس والعمل، مخلفاً هذا الصراع العديد من الإصابات والضحايا. وبما أني لست ممن يتابع حياة المجرمين وقصصهم توقعت بأن الأمر مبالغ فيه إلى ان ذكرت المذيعة بأنه تم القبض على ابن آل تشابو وكانت تلك الأحداث ردة فعل عصابته وغضبهم من جراء إعتقال الحكومة له بعد فترة من إعتقال ابيه الذي يمكث في أعتى وأشد السجون حراسة وأمن في ولاية كولورادو بأمريكا.

دفعني الفضول للبحث عن هذه الشخصية ووجدت بأن له مسلسل في منصة نتفلكس وهنا بدأت رحلتي مع آل تشابو الذي تعاطفت معه بعد أن تعرفت على حياته وأيقنت فعلاً بأن الشخصية تصنعها الأحداث وتتأثر بالبيئة بما تحتويه من أناس وكيفية استخدامهم للأدوات.  

ينحدر آل تشابو واسمه الحقيقي خواكين غوزمان لويرا من عائلة فلاحين فقيرة في المكسيك حيث كان أبوه مربي ماشيه أما خواكين فكان يحصد البرتقال ويبيعه في صغره ليساعد أسرته، وبما أنه يعيش في منطقة للفقراء فمن الطبيعي أن تتكاثر الجريمة وبسبب وضع عائلته المادي فقد أغرته أحدى عصابات المخدرات لينضم إليها وساعدته شخصيته القوية واللامبالية لينجز المهام الموكله إليه بكل إحترافية، فقد تمكن من التدرج في مناصب العصابه بسرعة ليتولى في وقت قصير أدوار خطيرة في التهريب وأهمها التهريب للمناطق العصية والحدوية مع أمريكا من خلال الأنفاق المحكمة الشق والبناء.

 الوصول لذلك المنصب الإجرامي تطلب العديد من التضحيات والتخلي عن الأدوار الإنسانية ليتحول إلى اداة لجمع المال بغض النظر عن ماهية الأحداث وكيف. تتوالى الأيام وحساب خواكين البنكي في إزدياد وبالتالي إزدياد تابعيه ومؤيديه إلى أن أستقل وأصبح قائداً لعصابه. ومن هنا بدأت شهرته إلى أن تم إعتقاله لأول مرة في العام 1993م في غواتيمالا بأمريكا الوسطى وتم تسليمه للمكسيك لقضاء 20 عاماً في السجن، هنا كانت النقطة الفارقة للحكومة أو السجانين إما تأهيله ليعود إلى طبيعته الإنسانية وإما صناعته كمجرم محترف بسمعه عالمية في تجارة المخدرات التي تصدرها عالمياً لسنوات.

قضى آل تشابو سنوات في سجن إنفرادي تمارس عليه أسوء أنواع الضغوطات التي جردته من صفاته البشرية ليتحول إلى حيوان مفترس لا يمكن أن يعيش مع البشر كإنسان فكان إذا أراد النوم يفتح له صوت جهاز الإنذار بسيارات الشرطة بصوت عالي إلى الصباح، يقضي حاجته في مكانه ولا يمكنه الإغتسال، ويلقى له في بعض الأحيان بقايا طعام لا يمكن أكله ولا يشرب الماء ولا يسمع ولا يرى أي كائن بشري، وأصبح بعد مرور الأشهر والسنوات وكأنه حيوان يمكن أن يأذي كل من يمر في طريقه. كان يمكن للسجانين أو متخذي القرار في السجن أن يستغلوا وجوده فيه ويخرجوا أجمل ما في آل تشابو من صفات منحها الله لكل إنسان وهي الإنسانية الكامنة في داخل كلاً منا ويعاد برمجته على طبيعته التي خلق عليها حيث كان ما زال شاباً في السادسة والثلاثين من عمره ويمكن التأثير فيه وتغيير تفكيره ومسار حياته بالوسائل والأدوات والأشخاص المؤثؤين ليخرج إنساناً صالحاً قدوة للآخرين في الإعتدال بعد أن قذفته امواج الحياة والفقر الذي كان يعيشه في مستنقعات الإجرام التي بدأها وهو في مرحلة الطفولة رغبة في أن يوفر المال والحياة الرغيدة لعائلته دون أن يجد من يأخذ بيده وينتشله من ذلك المستنقع، وجاءت مرحلة الاعتقال والسجن لتأصل ذلك فيه، بل وأن كبار مسئولي الحكومة كانوا مؤيدين له ويستغلوا ثراءه فأحسسوه بقوته وبنفوذه مقابل الرشاوي التي كان يغرقهم بها، ما بين التأثير النفسي السلبي على شخصيته وإعطاءه الإحساس بالاهمية والنفوذ تكونت شخصية مدمرة مستندة على جدران هشة تتقوى بالمال لفترة قصيرة، ليهرب في العام 2001 في سيارة نقل الملابس وهو ناقماً على الحياة. أكمل مسيرته وكون إمبراطوريته الكبرى لتجارة المخدرات غير آبه بما قد يحدث وما العقاب الذي سيلحق به فهو رأى ما لا يمكن أن يتخيله عقل بشري، كان هدفه الإنتشار وجني المال، نفوذه وإصراره على المضي قدماً في رحلته تلك ساعده في الهروب للمرة الثانية عندما أعتقل في 2004م ليكمل إنجازة في عالم الدمار والمخدرات.

خواكين كان مثالاً لصحبة السوء في طفولته التي قادته إلى تلك الحياة البائسة ولم يجد حينها من يأخذ بيده من المجتمع سواء كان طليقاً أو بين أسوار السجون، فتشكلت شخصيته في بيئات أثرت عليه سلباً ونقل تأثيره على من تبعه، وبطبيعة الحال الإنسان يتشكل بالتأثير والتربية يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الفرقان (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، يا ويلتي ليتني لم اتخذ فلاناً خليلا، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا).

في العام 2016 كتب الرئيس المكسيكي بينا نييتو عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" آنذاك "أكس" حالياً،( تمت المهمة قبضنا عليه.. أريد أن أبلغ جميع المكسيكيين باعتقال خواكين غوزمان لويرا).

أتخيل لو كانت هذه الجملة " تمكنا من تحويل أكبر تاجر مخدرات في العالم إلى قدوة حسنة من خلال التأهيل في السجون ليواصل حياته في مساعدة الفقراء وعلاج المدمنين.

 

                                                                                                             خولة بنت سلطان الحوسني

 (مقال نشر في نشرة اقرأ التي تصدر من جامعة السلطان قابوس)

 

رابط المقال: https://anwaar.squ.edu.om/Portals/100/DNNGalleryPro/uploads/2024/3/21/Iqraa56.pdf





 

 

الأربعاء، 9 فبراير 2022

ريان

 

 أصعب أنواع الكتابة عندما تكتب ومصدر كلماتك قلبك الواقع في بئر على مسافة اثنان وثلاثون متراً تحت الأرض وأدناك ثلاثون متراً، تخرج الكلمات وكأنها أنفاس طفل يصارع من أجل الحياة على مدى خمسة أيام أو أقل كأنفاس الملايين التي انحبست من أجل لحظة خيبت أملهم بعد دقائق بسيطة من الفرح، الفرح الذي انتظرته أمهات جفت أعينهن من شدة البكاء وآخرون جفت ألسنتهم من الدعاء يتحينون وقت الصلاة لتكون ختامها سجدة دعاء من أجل ريان، أجساد أنهكها تعب سهر الانتظار لكنهم صمدوا فهم يعرفون أنه لم يكن كتعب وألم ريان، خمسة أيام لم نكن نعرف إلا ريان، خمسة أيام جعلتنا نتسمر أمام شاشات البث الحي ونراقب الترند في وسائل التواصل الاجتماعي لعل كلمة تبثُ الأمل في القلوب المكسورة، الكل كان يدعي ويتوسل إلى الله بأن تعود لتلعب بجوار ذلك البئر ولتشرب من بئر آخر، لتعود لبيت جدك وتتناول الفطور وتطلب من أمك وجبتك المفضلة للغداء ولتخلد للنوم في سريرك الصغير الذي لم يشبع منك فقد تكون قد انتقلت إليه منذ سنتين فقط بعد أن غادرت المهد. لم يعرف أبيك بعد ما هو مستواك الدراسي هل ستكون مشاغباً ام ابناً مجتهداً، لم تختر أمك حقيبتك المدرسية ولم تودعك إلى باب الباص كل صباح، لم يكتفي أخوتك من اللعب معك ولكن لماذا تركتهم وذهبت للعب بمفردك بجانب البئر؟

هي تساؤلات كثيرة ولدتها غصة عميقة في قلوبنا وذكرى مؤلمة في عقولنا فمن يمكن أن يلغي من الذاكرة ذلك المشهد ووجهه معفر بالتراب والدم يسيل عليه وحبل الأكسجين معلق أمامه، وأخبار وضعيته التي امتلئت بها رسائل هواتفنا ومانشيتات الأخبار العاجلة (حرك يده إلى فمه)، (حرك رأسه) ورسالة أخيرة (استلقى على جنب) وقد تكون تلك هي الحركة الأخيرة التي لم ترد بعدها أخبار عن وضعه في تلك الحفرة.

يا ترى هل كان يسمع صوت الحفارات وهي تشق الجبال للوصول إليه، هل تحدث إليه علي الصحراوي عندما اقترب منه في الأمتار الأخيرة حفراً بيده ليطمئنه، هل كان يستمع لدعاء الآلاف الذين تجمهروا على البئر وهم يرددون الأدعية ليلاً ونهاراً، هل كان يعرف أن أنشودة محمد الوهيبي (ستعود ريان) بثت فينا الأمل بعد أن طمئن ريان بأن لا يخشى من ظلام البئر وطمئننا أن الأرض أمه وكأنها رسالة من ريان يقول انتظروني سأعود ولكن عاد إلى بارئه.

بعد كل هذا الحدث الجلل هل ستقوى أسرته على المكوث في نفس المكان وهم يمرون يومياً على آثار الحفر وعلى مدخل البئر الكئيب؟!!

لكن لماذا ريان؟ كما يتساءل البعض وأقول البعض لأن هذا السؤال لم يتبادر إلى ذهني ولو للحظة لأن العاطفة والإنسانية تسري في قلوبنا فطرة وبدون استئذان، كما هو ريان الذي لم يستأذننا للدخول إلى قلوبنا لم يجبرنا على الدعاء له والبكاء خوفاً عليه، ولكن قد يكون تساؤلهم لأنه هناك آلاف الأطفال يموتون وهم يعذبون ويقتلون ويسقطون في آبار!! ولكن لم تكن ردة الفعل كما هي مع ريان، هل الإجابة كما قالها احدى مراسلو القنوات الإخبارية: (هو ملاك اتى ليجمع الأمه بعد شتات!!) نعم ريان تمكن من أن يجمعنا لنوحد الدعاء ويصلي الجميع من كافة الأديان من أجله وثم رحل حتى لا ننساه وعزائنا فيه أنه طير من طيور الجنة عند رب رحيم غفور، أو لأنه حالة جديدة مفردة في مكان لم يكن يعرفه الكثيرون بينما الأطفال الآخرون هم في مناطق صراع ودمار أعتدنا على سماع أخبار حزينة يومياً منها فلم تعد تأثر فينا كما يقول بعض المحللون، كثرت وستكثر التحليلات ولكن يبقى ريان استثناء لا يعرف سره إلا هو.. رحمك الله أيها الطير البريء قدرك ان تغادر تاركاً نهاية قصتك مفتوحة.

نم بسلام في سريرك الأبدي أدعيتنا تحرسك










  https://www.wisal.fm/cms/2022/02/75796: رابط المقال في موقع إذاعة الوصال

 

 

 

الأربعاء، 31 مارس 2021

المهاجرون… رحلة اللاعودة

 

بعد انقطاع دام السنة والنصف عن قراءة الروايات للتركيز في أجواء الدراسة عدت لقراءة رواياتي المفضلة وهي الروايات التاريخية التي تحمل بين طياتها عمق تاريخي معرفي  كونها تقدم معلومة تسهم في قراءة واقع الشعوب والدول في الفترة التي كُتِبت عنها، وبما أني عشت تجربة الهجرة المؤقتة من أجل العلم ومعاناتها على الرغم من قصر الفترة، لذلك اخترت أن أبدأ العودة للقراءة مع الرواية السويدية المهاجرون لكاتبها السويدي فيلهلم موبيرغ،وهي الرواية الأولى لملحمة رباعية تاريخية كتبها موبيرغ عن المهاجريين السوديين تلتها رواية في البلاد السعيدة ثم المستوطنون الجدد وآخرها الرسالة الآخيرة إلى السويد.

المهاجرون رواية حملت بين طياتها معانة السويديين والأسباب التي جعلتهم يغادرون الأرض التي نشأوا فيها تاركينها إلى اللاعودة، لذا أسهب الكاتب في التفاصيل كونه عاش المعاناة، وبما ان الرواية مترجمة للعربية فقد تكون الترجمة أفقدتها جانب التشويق في بعض الاحداث فجاءت مملة أحياناً وخاصة التفاصيل التي دارت على متن السفينة التي شهدت الهجرة الأولى.   

 دارت أحداث الرواية في القرن التاسع عشر وبالتحديد في سنة 1850م، في أبرشية ليودر الواقعة في مقاطعة سمولاند بالسويد حيث نشأ الكاتب وعاشت عائلة نيلس ابن يعقوب، من هناك بدأت أحلام هجرة السويديين إلى أمريكا أو كما يسمونها آنذاك العالم الجديد، تلك الاحلام التي لم تتشكل خلال فترة القيولة أو النوم ليلاً ولكنها كانت أحلام يقظة في عقول داخل أجساد مرهقة ومتعبة من ذل الحياة ومرارة العيش التي كانت معظم شعوب أوربا تعاني منها آنذاك بسبب الظلم الإجتماعي وسوء توزيع الثروات والعبودية وسيطرة نظام الكنيسة والرهبنة القمعي. وبما أن معظم أهل المقاطعة يعملون في الزراعة حيث لم يكن يعرفوا من الحياة الإ تراب الأرض وما يزرع بها من أشجار للانتفاع منها للأكل وأستخدام حطبها لإشعال النار شتاءً وإطعام الحيوانات لأستخدامها في التنقل وأكل لحومها، لذلك ما أن يبلغ اطفالهم الثامنة حتى يبدأون في العمل في أراضِ المزارعين الذين يملكون مساحات كبيرة أو إقطاعيات، ويقضي الطفل حياته لخدمة تلك العائلة فهو عبد لديهم لا يحق له التمتع بحياته أو حتى زيارة أهله ما لم يسمح له ذلك ويخصص له سرير في أسطبلات الخيول أو غرف الأبقار والماعز ولا يحق له أن يطلب غير ما يقدم له وقد يتعرض للضرب والعنف إذا اشتكى أو لمح برغبته لتحسين وضعة وهذا ما حدث لروبرت ابن عائلة نيلسن لذا استسلم للأحلام والطموح والتي أخذته للتفكير في العيش خارج هذا الإطار المعيشي البأس لأن يكون مزارع في بلد آخر حيث يعامل كإنسان يكسب من أجل لقمة عيشة، وبما أن روبرت كان يطّلع منذ صغرة على الأخبار التي كانت ترد من الدول والعوالم الأخرى فكر في الهجرة إلى أمريكا حيث كانت الكثير من القصص والأخبار تتداول عنها وكأنها البلاد الوردية التي تتحقق من خلالها الأحلام لا يسكنها الفاسدون، ولكن الحلم كان صعب المنال حينذاك، وبعد أشهر من المعاناة اضطر للهرب من مالكه واللجوء إلى عائلته التي كانت ستعيده إلى رب عمله لكونه وفق القانون مخالف ويحق معاقبته ويسلم لرب عمله لمعاقبته كيفما يشاء، ولحسن حظة وجد آخية الكبير وهو كارل أوسكر الذي اتعبه الوضع الإقتصادي وفقدان ابنته الكبرى يفكر بنفس تفكير أخية ومن هنا بدأ الحلم يقترب من الواقع، وخاصة أن الكثير من أهل المقاطعة  كان لديهم نفس الحلم لكن من دون أن يبوحوا به خوفاً من العواقب، منهم أولائك المناصرين لعقيدة الآكية المحافظة التي تمنع تناول الكحول وهي جماعة دينية متشددة يطبقون تعاليم الكنيسة الأولى، منعتهم الكنيسة من إقامة إجتماعاتهم الدينية البسيطة وبسبب التضييق الذي كانوا يعانون منه قرروا الهجرة إلى بلد كان يشاع عنها بأنها قارة يعيش الكل سواسية فيها ويمارسون طقوسهم كيفما شاءوا فهي بلد الحرية.

يوم بعد يوم بدأت الأعداد تتزايد حتى أتى يوم الهجرة الموعود، وبالرغم من ان الحلم بدأت خيوطة تنسج إلا ان الخوف كان ملازم للجميع وخاصة كريستينا زوجة كارل أوسكر التي قرأت عن البحر الذي سيسافرون من خلاله الكثير من القصص المرعبة والتي تنتهي في قاعة قبل الوصول إلى الوجهه، ولكنها ألتزمت الصمت ورافقت زوجها في رحلة اللاعودة بصحبة أطفالها الثلاثة والرابع الذي كانت تحملة بين أحشائها، وذلك من أجل تأمين مستقبل آمن لأبنائها وذريتهم. ومن ميناء كارلسهامن انطلقت الرحلة الموعودة على متن سفينة تشارلوتا وهي سفينة شحن كانت تنقل البضائع ولكن بسبب طمع ربانها لكثرة المسافرين فنقل من خلالها أجساد كانت تتوق لرؤية العالم الآخر والعيش بطعم الحرية الذي لم يذوقوه في حياتهم بل سمعوا عنه فقط. بدأت قصص معاناة أخرى على منتن السفينة وقذفت الكثير من الأجساد في قاع المحيط وبقى من تشبث بأمل الحرية بمشاعر غير واثقة وغير مستقرة. كانت هذه أولى الأسر التي غادرت السويد تبعتها هجرات كثيرة حتى وصل عددهم إلى المليون مهاجر أي ما يعادل ربع السكان آنذاك.

اختتمت الرواية بنهاية مفتوحة تجبر القارئ على قراءة الرواية التي تلتها وهي رواية في البلاد السعيدة والتي يبدوا من عنوانها بأنها تحمل تفاصيل مغايرة عن رواية المهاجرون التي كانت كئيبة حيكت في زمن أسود قاتم عاشه الأوربيون قبل قرنيين من الزمن ويعيشه العرب في هذا العصر، لذلك فأن جميع المشاهد التي قرأتها بين سطور الرواية شاهدتها منذ أشهر قريبة في شاشات التلفاز عندما كان العرب يهاجرون لنفس الأسباب الاقتصادية التي ولدّتها الحرب والأنظمة العربية الاستبدادية الفرق أن السويديون غادروا موطنهم ووفق نظام السفر وبوثائقهم الحقيقية ولكن العرب غادروا في ظروف لاإنسانية لوجهه مجهولة، حملوا أجسادهم فقط ليرموا حملهم في أقرب شاطيء يأمن لهم السلام والأمان، السويديين هاجروا قبل قرنيين أم هجرة العرب فكانت في القرن الحادي والعشرون؟!!!  


رابط المقال المنشور في جريدة الوطن

http://alwatan.com/section/calture/page/2                                             

 

 


الاثنين، 23 نوفمبر 2020

من يملك علاج الهدم

  مضت سنوات منذ أن قاد العقل البشري المستنير العالم إلى مراحل عميقة لاكتشاف المجهول ورؤية مكنونات المستور فانتقل بعد أن عمّر الأرض وارتكز فيها إلى خارجها؛ ليتأمل ويتفكر وليتشعب بالعلم ويمهد الطريق لحياة أوسع قد تكون أكثر أماناً واستقراراً وبموارد متعددة، متخطياً بذلك المشاكل السطحية التي كانت تقف عائقاً للنمو والتقدم، ولكن يأبى بعض البشر أن يترك لعقله العنان ليسمو أو بعبارة أخرى “تخلف مقصود” لذلك نعود ونناقش قضايا من المفترض أننا تخطيناها وأصبحت من الماضي. 
قضايا لا يستفاق منها إلا بعد أن يصل الشخص إلى مرحلة الفقد المبني على أسباب يصنعها بنفسه والتي يمكن تسميتها بفقد الهدم، وأقول الهدم لأنه هدم للمستقبل سواء كان على المستوى الفردي أو الدولة والمجتمع ولهذا الفقد تأثير أكبر من أي فقد آخر لأن تراكماته تشمل مصير شعب وتظل تبعاتها لسنوات وعلاجها يحتاج إلى ابتكار عقاقير تعالج الضمير وتنشط خلاياه الميتة.
هذا المرض يدعى في علم الإدارة بالترهل الوظيفي أو البطالة المقنعة وهو ورم يجب أن يعالج قبل علاج مشكلة الباحثين عن عمل التي نعيش دوامتها في هذه الأيام وما تبعها من قرارات بين ضد ومع، فحل مشكلة الباحثين عن عمل تكون فعلياً من خلال إيجاد الوظائف ووضع السياسات وليس حشو المؤسسات بالبشر حتى لا نترك مرض الترهل الوظيفي يتغلغل بشكل أكبر فتذهب الأجور في غير محلها مع ضعف الإنتاجية كما هو الحال في الكثير من المؤسسات وبالأخص الحكومية. وقد يكون المثال الأقرب لتفشي هذا المرض عندما قُلص نسبة الموظفين إلى 30% في بداية انتشار جائحة كورونا فاستمر العمل ولم يتأثر كثيراً؛ لأن من كانوا يعملون استمروا في عملهم وعززوا من إنتاجيتهم.
حسب إحصاءات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات فإن معدل 2.8 من إجمالي عدد سكان السلطنة البالغ 4.6 مليون نسمة للعام 2019 فقط، ينتظرون الحكومة لتقدم لهم الوظيفة، هؤلاء قد يساعدوا في حركة التنمية وقد يثقلوا هذه العجلة إذا ظهر منهم من يزيد من ظاهرة الترهل الوظيفي التي لها آثارها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية إضافة إلى ضعف الأداء والمنافسة.
هؤلاء بحاجة إلى التحصين قبل مخالطة المصابين وخاصة الحالات الحرجة  وهم من يمثلون النوع الثاني إذا ما افترضنا أن هناك ثلاثة أنواع من الموظفين من حيث الهدف الذي سعوا إليه في الحصول على وظيفة، النوع الأول الطموح الذي سعى للوظيفة ليعطي ويضيف ويطور ولديه طموح في السلم الوظيفي يسعى إليه بجهده ويستغل مهاراته، وهناك نوع آخر من سعى للوظيفة من أجل الحصول على المال فقط مؤمناً بأن الوظيفة حق من حقوقة متناسياً كل واجباته هادماً لوقت الإنتاجية، أما النوع الثالث فهو من يعمل من أجل الحصول على المال ولكن في إطار جهده أي يعطي في حدود مهامه الوظيفية فقط، النوع الثاني يجب استئصاله فوجوده كعدمه ومعدٍ لأنه صاحب مبدأ اعطني حقي ولا تطالبني بواجبي لدية قدرة على الإقناع وفي الحقيقة هو مجرد رقم مستنزف لموازنة الرواتب وشاغراً لطاولة وكرسي.
وبما أنه لا يمكن التنبؤ بهذا النوع إلا بعد شغره للوظيفة وحتى لا نثقل العجلة ونوقفها يجب دراسة سلوك وأهداف هذا العدد لتعزيز ثقافة العمل الصحيحة لديهم وبالأخص من نشأوا في بيئات أورثتهم مصطلحات وسلوكيات وظيفية خاطئة فكما سعى البعض للتعلم من أجل الشهادة فقط فهناك من سيسعى للراتب من دون إنتاجية ، ومن جهة أخرى لابد من ركن المجاملات جانباً وتفعيل ميزان العقاب والثواب في بيئة العمل لمن هم على رأس عملهم إلى جانب نقل القانون من الأوراق إلى الواقع فأرقام المركز الوطني للإحصاء والمعلومات تشيير إلى أن 76 موظفا فقط أقيلوا في 2019 بسبب الإنقطاع  عن العمل إذا كان هذا العدد يشمل النوع الثاني فهذا يعني بأن القانون لابد أن يتوغل من أجل المصلحة العامة مع تغيير آلية التقييم المتبع في الجهات الحكومية حتى يعي المقبل على الوظيفة بأنها واجب وطني تستغل فيه قدراته وجهده من أجل الوطن، فإذا طبق هذا النظام عندها سيشعر المقصر بألم الفقد عندما يفقد وظيفته سيعي حينها أن الوظيفة كانت أمانة ولم يقدر على حملها ففقدها.  

عُمان بحاجة إلى أياد منتجه تبنى مستقبلاً بأساس متين يكون قادراً على حمل من سيأتوا بعد هذا الجيل.

رابط المقال المنشور في موقع الوصال: 


الجمعة، 8 مايو 2020

كورونا والوافدين بين الإنسانية والواجب





ما أن بدأت أزمة كورونا منذ ما يقارب الثلاثة أشهر وما صاحبها من إجراءات وقائية للحد من إنتشار الفيروس وبما أن الموضوع يتعلق بحياة البشر وسلامتهم لأنه هم وقود الأمه وحتى لا تخسر الدول هذا الوقود والقوة التي تحركها فكانت التضحيات كثيرة من أجل سلامة الأرواح من ناحية، ومن أجل لا تتكبد الدول خسائر لا تحمد عقابها ما إذا تفشى المرض وبالتالي تكون نتائجها وخيمة على الشعب قد يحتاج سنوات للتعافي منها من ناحية أخرى. لذلك فأن التضحية كان لابد منها في الكثير من المجالات وأهمها إيقاف المدارس تلتها غلق المطارات والمعابر البرية والبحرية وتجميد الحركة التجارية بشكل عام وإغلاق مناطق وحظر التواصل الإجتماعي وغيرها الكثير.
وبما أن الإنسان هو المحور الأساسي في هذه الأزمة فكان لابد من إذابة بعض القيود وتجاوز بعض الجدران القانوينة التنظيمية فوجدناها تنحسر تدريجياً أمام هذه الجائحة لأن الإنسانية فوق كل إعتبار وهذا ليس بغريب عندما يكون الموضوع متعلق بمجال إنساني بحت ألا وهو المجال الطبي والذي يتعامل مع الإنسان متجاوز بذلك كل التساؤلات ومتخطيئاً العراقيل التي من شأنها أن تقف أمام الإجراءات الطبية، هنا تختفي كل القيود وتبقى الإنسانية سيدة الموقف.
فهذا ما حدث بالفعل عندما وصل الأمر للتعامل مع الوافدين وأقصد بذلك العمالة والذين يبلغ عددهم ما يقارب المليونيين حسب إحصائيات 2019 أي يشكلون 43% من نسبة السكان البالغ عددهم 4,6 مليون هذا إلى جانب العمالة الغير قانونية.
وبعد أن أعطيت جميع هذه الفئات الأمان وانصاعت للتعليمات لضرورة الخضوع للفحص فقد كشفت الإحصائيات الصادرة من وزارة الصحة بأن عدد المصابين من الوافدين حتى اليوم وصل إلى (1799) أي ما يعادل 62% من نسبة الإصابة الكلية البالغة (2903) كما أنهم مثلوا ما يقارب 54% من نسبة الوفيات الكلية التي وصلت إلى 13 حالة وفاة حتى الأمس.
ولكن لماذا ظهرت الكثير من الإصابات لدى الوافدين مع أن النتائج الأولى كانت تظهر الإصابات لعمانيين فقط أحتكوا بمرضى من داخل الأسرة الواحدة ولم يكن هناك نقل مجتمعي وفجأة أرتفع العدد ليطغى عدد الوافدين وبدأ الإنتشار في المناطق التي بها كثافة من االعمالة الوافدة كمطرح مثلاً؟!! الإجابة الحاضرة في الذهن والتي يعرفها الجميع هي أن بيئات سكن هذه الفئات قد تكون خالية تماماً من وسائل الصحة والسلامة وأولها التكدس في المبنى الواحد وقد يصل إلى عشرات الأفراد في غرفة واحدة يتشاركون مع باقي الغرف في نفس المبنى والتي تضم أيضاً العشرات في دورة مياه واحدة!! و لكم تتخيلوا باقي المشهد.
 ولكن هناك أسباب أخرى غير واضحة للجميع وسأركز على واحده منها والتي لفتت إنتباهي في هذه الأزمة ألا وهي أن عدد كبير من هذه الفئات ليس لديها تأمين صحي. فحتى الآن لا يوجد قانون يفرض على أصحاب الأعمال أن يأمن على العامل صحياً وبالتالي فأنهم لا يتجهون إلى المؤسسات الصحية وقت المرض لأن المبلغ الذي سيدفعه ولو كان بسيط يعتبر كبير بالنسبة له وخاصة من يتقاضى رواتب متدنية جدا في الشهر، وفي المقابل قد يكون صاحب العمل  غير قادر على دفع مبلغ التأمين للعامل. قد يقول قائل أهل الخير كثر ولن يتخلوا عنه وقت الحاجة... اتفق وعمان بها الخير وافر ولكن لماذا الإنتظار إذا كان بالإمكان تأمين الحصول على الرعاية الصحية سلفاً؟ 
في هذه الأزمة لو أفترضنا أن العامل موئمن صحياً لأتجه الكثيرون للفحص عندما أحسوا بالأعراض من البداية ولكن لم يقوموا بذلك إلا عندما تم الإعلان بأن الفحص مجاني للجميع عندها بدأت الأعداد ترتفع حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم.
في الهند تجربة رائعه يمكن أن يستفاد منها في هذا الجانب وهي بسيطة ولكن آثرها غير حياة الملايين، فقد قام جراح القلب الهندي ديفي براساد شيتي صاحب سلسلة مستشفيات نارايانا في الهند (23 مستشفى) والمتوزعة في 14 مدينة هندية بتطبيق فكرة بسيطة جداً أنقذت الملايين من مرضى القلب. وذلك بعد أن لاحظ عدم قدرة الكثيرين على تحمل تكاليف عمليات القلب والتي تعتبر باهضة بالنسبة لدخلهم المنخفض، حيث أن 2 مليون ونصف شخص هم بحاجة لإجراء عمليات القلب سنوياً في الهند إلا أن 80-90 ألف فقط من كانوا قادرين لإجراء تلك العمليات ، فقام الجراح بالتعاون مع إحدى شركات التأمين والحكومة بإقناع المزارعين في أحدى المناطق النائية بالمساهمة بخمس ربيات أي ما يعادل 25 بيسة وبذلك تمكن من إجراء 60 ألف عملية قلب للمزاعرين في تلك المنطقة فقط وذلك بفضل الخمس ربيات ومن خلال تطبيق هذه الفكرة أيضاً تمكن من توفير خدمات صحية ل40% من المرضى الغير مقتدرين إضافة إلى المبادرات الأخرى لصالح المرضى. ويعتبر المستشفى اليوم أحدى النماذج الصحية العالمية كما أنه أحد أكبر شبكات التطبيب عن بُعد حول العالم.
لو طبقت هذه الفكرة مع الوافدين (العمالة) بإنشاء صندوق تأمين صحي بحيث يضمن لهم رعاية صحية جيدة  حتى في الحالات الصعبة دون الحاجة للعودة لبلدهم كما يحدث في الكثير من الحالات وبالتالي يستفاد من نفقات العلاج لتكون رافداً للقطاع الصحي بالسلطنة ، وسيساهم بشكل كبير في تأمين العلاج الضروري خاصة في الظروف الصعبه لهم وفي حالات الكوارث والجوائح التي تمر بها الدول.
وذلك إذا افترضنا أن يساهم كل شخص من 2 مليون من العمالة الوافدة بريال بذلك سيرفد الصنوق بما يقارب 24 مليون ريال سنوياً بهذه الفكرة يمكن توفير بيئة صحية ملائمة للعمل والاستفادة منهم دون أي أضرار على أرواحهم.
وأخيراً ..."خمسة معزولين عن بعضهم ضعفاء ولكن مجتمعين أقوياء"... جراح القلب ديفي براساد شيتي



رابط المقال المنشور في حساب إذاعة الوصال في موقع تويتر: