الأجسام التي تشاهدها في المرأة أصغر مما تبدو في الواقع ، دائماً ما تشدني
هذه العبارة المكتوبة في مرايا السيارات اليابانية ، وهي أن كانت تتكلم عن فروقات
الأحجام والأبعاد وإنعكاساتها على المرآة ، فهي تعكس من نراه في الواقع من أحجام
بعض الأشخاص التي نصادفهم بشكل يومي في حياتنا وأقصد بذلك أحجام الشخصية قوتها أو
ضعفها ، بعض هذه الشخصيات تمر مرور الكرام وبعضها يترك آثر إيجابي وبعضها يشدك
لتصرفات سلبية أحدثتها أو أن الشخص الذي في الواقع هو يختلف عما تخيلته من خلال
أفعال قام بها أو أفكار قام بنشرها وشعرت من خلالها بعظمة تلك الشخصية، ومنهم ترسم
ملامحهم صورة سريعه في ذهنك تتفاءل بها إلا أن ذلك التفاءل يبدأ في التراجع
تدريجياً ، فمنهم الأشخاص النمطيون الذين يعادون الواقع ومن يعيش به فأن كتبوا فأن
أقلامهم تصبح كالأسلحة التي تقضي على النجاح وتلهج ألسنتهم بالنميمة على الناجح
لأن ذلك يحسسهم بأنهم أقوياء ، يحاولون التقليل من الآخر لشعورهم بأن هناك ليس من
مكتمل غيرهم (والكمال لله)، البعض يدعي باب الدين حتى يصلوا إلى مبتغاهم وما أن
تصل المرحلة إلى المواجهة بين الطرفين تنقلب الأمور عقباً على رأس ، تبدأ المواجهة
بالمدح والثناء ونصائح الموجهة لاستمرار النجاح أما الأطراف الأخرى المطلعه على
كواليس هذه اللعبة فأن الشخص النمطي يوهمهم بأن هذه مجاملة لا يقصد من وراءها هدف.
فريق آخر يحمل راية النجاح ويحتفي المجتمع بإنجازاتهم هم قدوة للآخرين ،
شعلة من النشاط والإنتاج الذي تحسبة لن يتوقف إلا إذا نهاءه القدر أو تدخلت ظروف
الحياة القسرية ، كثيرة هذه النماذج لكن هناك ستار أسود تحمله مثل هذه الشخصيات
معها حتى لا يُرى ما تخبأه من دمار أسري وفشل تربوي فهناك من يعاني من ذلك النجاح
هناك من ضحي به للخروج بهذه الصورة الجميلة ، الأبناء هم أهم ضحايا النجاح وكثيرة
هي النماذج المحلية التي وقفت حائرة بين البقاء على صورة النجاح التي رسمت للمجتمع
وبين إنقاذ ما يمكن إنقاذه من دمار أصاب الأبناء وترقيع ما يمكن ترقيعه ، إما
الإستسلام للواقع وبدأ الإنسحاب التدريجي حتى تظل الصورة كما هي أمام المجتمع
ولكنها تغيب عن الظهور ، أو العجز عن إصلاح ما فات والمضي في طريق النجاح الظاهري
، وعادة ما تنتمي المرأة لهذا الفريق.
وقد يصادفك بعض الأشخاص الذين يرسمون البسمة في وجهك من تصرفاتهم الغير
محسوبة والعشوائية والتي قد تثير شفقتك عليهم وهؤلاء عادة ما يتواجدون في بيئة
العمل ، فهم يحسبون الأشياء حسب رؤيتهم هم أو مقارنة أنفسهم مع الآخرين بغض النظر
عن الفروقات العلمية وطبيعة العمل فيبدأون بإملاء طلباتهم على الآخر المسئول إما
أن ينفذ وإلا فهو إنسان سلبي غير قادر على تسير الأعمال ، فيكون حديث الساعة في
جلسات الحوار ، هؤلاء النوعية من الأشخاص عاجزون عن التقدم للأمام فهم كثيروا
الطلبات قليلوا الانتاج ، طريقتهم الوحيدة للبقاء في طمأنينة هي الوقوف أمام الآخر
وتشوية ما يمكن تشويهه من السمعه وخاصةً العملية ويصبح هدفه في الحياة إنتقاد فلان
وأصطياد مساوءه قدر الإمكان .
جميع هذه الفئات قد تبدوا لك ظاهريا أكبر حجماً مما هي عليه في الواقع ، ما
أن تتعامل معها بسبب ظروف الحياة.
رابط المقال في ملحق أنوار الذي يصدر مع جريدة الوطن العمانية:
http://www.squ.edu.om/Portals/34/publication/Anwar/anwar%20401.pdf
![]() |
صورة المقال في ملحق أنوار |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق