الجمعة، 12 مايو 2017

ربط التعليم العالي


وقف في منتصف المعرض بكاميرته المحمولة يبحث عن زوايا التصوير المناسبة لرؤيته الإخراجية ويستغل الفرصة فيسلم على من يمر أمامه بكل حب، فالشوق بدأ واضحاً على وجهه الطفولي، كان احد خريجي جامعة السلطان قابوس، فاستغل هذه الفرصة التي جمعت جميع جهات الجامعة في مكان واحد فأتى متطوعاً ليوثق هذه اللحظات ويختصر الوقت بأن يمر على كل كلياتها ومراكزها في أقل وقت ممكن ويلتقي بالوجوه التي علمته طيلة سنوات دراسته. كان هذا في معرض ربط مؤسسات التعليم العالي في سلطنة عمان والذي استمر على مدى ثلاثة أيام، فاجتمعت مؤسسات التعليم العالي العام والخاص تحت سقف واحد لربط جميع هذه المؤسسات مع بعضها في خطوة إيجابية خطتها الجامعة من أجل أن تستفيد هذه المؤسسات من الخدمات التي تقدمها كل مؤسسة في مجالات مختلفة، حيث كانت فرصة جيدة لتتعرف كل مؤسسة على ما تقدمه المؤسسات الأخرى والالتقاء بالعاملين في بها والتحاور معهم والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم، حيث تواجدت جميع كليات الجامعة ومراكزها البحثية والخدمية، إضافة إلى المحاضرات وحلقات العمل التي نظمت خلال أيام الفعالية.
يعتبر هذا الحدث نقطة مهمة في تاريخ الجامعة لأنها المرة الأولى التي تخرج فيه الجامعة لتقابل المجتمع خارج صرحها، ومن الجيد أن تستمر كأن تنظم كل سنتين بحيث يطّلع الناس على كل ما هو جديد في هذا الصرح العلمي الشامخ، وأن يكون محطة التقاء الخريجين بحيث تكون لهم منصة خاصة للتحاور والتشاور.
قد يبدو للبعض أن المعرض لن يقدم شيئا جديدا أو مميزا، فهو كغيره من المعارض الأخرى، وقد تستفيد منه شريحة معينة خاصة طلبة الدبلوم العام الباحثين عن القبول في الكليات والجامعات ولكن هذا ما لم يكن يهدف إليه المعرض فكما ذكرت في الأسطر السابقة أن الهدف هو الربط بين هذه المؤسسات وأعتقد أنه نجح في تحقيق هدفه بل كان فرصة ليتعرف العاملون في الجامعة على ما تقدمه الجهات الأخرى في جامعتهم وكيف يمكن أن يستفاد منها بشكل أو بآخر وخاصة الكليات العلمية التي تقدم معلومات دقيقة من خلال مختبراتها البحثية التي تعتبر طبيعة عملها مبهمة لغير المتخصصين فكان المجال في المعرض مفتوحا للتعرف عليها عن قرب وفك شفرة ذلك الإبهام ، كما قامت بعض الجهات باستغلال أيام المعرض بتقديم خدمات مجانية ككلية الطب والعلوم الصحية ومستشفى الجامعة وكذلك الاستفادة من التجمع الكبير بعمل استبيان، سواء عن الخدمات التي تقدمها كل جهة أو الاستبيانات البحثية، إضافة إلى محطة التبرع بالدم التابعة لبنك الدم الجامعي.
ولكن هذه الفعالية ـ التي خرجت فيها الجامعة بشكل عام للمجتمع الخارجي بصحبة مؤسسات التعليم العالي الخاصة ـ لم تحظ بذلك الحضور الذي تستحقه وإن كان الإقبال عليه يعتبر جيداً، قد يكون الوقت هو السبب الرئيسي في ذلك فمعظم الجامعات والكليات في مرحلة الاختبارات وتسليم المشاريع النهائية وهذا يعتبر وقتا حرجا للطلبة، كذلك بالنسبة لطلبة المدارس وأولياء الأمور المرابطين مع أبنائهم في هذه المرحلة وهذه هي الشريحة الكبيرة في المجتمع وغيابها يشكل فرقا في كمية الحضور ولكن هذا لا يعني أنها نقطة سلبية للفعالية حيث إن الجهات المعنية كانت حاضرة واستفادت من تواجد جميع المؤسسات في نفس المكان والزمان.
وتبقى الأسئلة التي اختمرت في أذهان جميع المشاركين وهو ماذا بعد هذا الربط؟! هل ستكتفي الجامعة بجمع هذه المؤسسات تحت سقف واحد للاستفادة والإفادة أم أن المجال سيصبح مفتوحاً بحيث تستفيد الكليات والجامعات الخاصة أو الحكومية من الخدمات التي تقدمها جامعة السلطان قابوس، وهل سيكون العكس أيضاً ، هل يمكن اعتبار هذه الفعالية خطوة لتخطي الأزمة المالية بحيث ستوجد الجامعة دخلا مقابل ما ستقدمه من خدمات للمجتمع والمؤسسات الأخرى ؟ هل سيتاح المجال للطلبة في تلك المؤسسات للاستفادة من الخدمات التي تقدمها الجامعة لطلبتها ؟ وهل سيفتح المجال للباحثين من خارج الجامعة ؟! ليس من السهل التكهن بإجابات عن هذه الأسئلة ولكن أدرجتها هنا لأنه تكرر طرحها من قِبل المشاركين والزائرين ولكن الوقت كفيل بأن يزيل ذلك الغموض لدى البعض خاصة من يرى بأن هذه الفعالية استثنائية للجامعة وينتهي تأثيرها بانتهاء المعرض.

رابط المقال في جريدة الوطن:


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق