مشاهد اعتدنا مشاهدتها بعد كل اختبار نهائي والشارع هو أول الشهود وأول
المتضررين وعلى الرغم من أن الرسائل التحذيرية بدأت هذا الفصل في وقت مبكر
حتى لا يتكرر المشهد إلا أن هناك طلبة يعبرون عن فرحتهم بهكذا تصرفات
فيتخلصون من عبء عام دراسي بتمزيق الكتب والأوراق ورميها على الطريق وبذلك
يعلنون حريتهم من الصف الدراسي ووصاية المدرسين التي تبدأ تدريجياً من أول
اختبار وصولاً إلى آخر اختبار. بالنسبة للطلبة قد لا يكون هذا الفعل أكثر
من كونه ردة فعل نفسية تلقائية بينما من ينظر للفعل (غير الطلبة) يعتبره
خاليا من الأخلاق ولابد من المحاسبة للردع، أما الطرف الثالث والذي عليه
تحمل نتائج تلك التصرفات وهو عامل النظافة الذي سيجبر على تنظيف المكان في
هذه الأجواء الحارة والشمس الحارقة ينحني لالتقاط الأوراق المليئة
بالمعلومات والأسئلة ولو كان يعرف قيمتها ويفهم لغتها لما تركها في كيس
القمامة ولكن الجهل ذليل .
فعلياً لم يفكر من اقترفوا هذا الفعل المشين بمن سيأتي لالتقاط تلك الأوراق ولم يتعد تفكيرهم حدود الاستمتاع باللحظة وإلا ما كان من يكتب ويتداول الرسائل التوعوية عن هكذا تصرفات قد أقدم على هذا الفعل عندما كان في مرحلتهم السنية، بالطبع لا أحاول ان أبرر هذا التصرف ولكن فعلياً هناك تصرفات غير محسوبة نتائجها وقد يأتي الندم عليها في وقت متأخر، من جانب الطرف الثالث والذي سيقع عليه العبء وأعني بذلك عامل النظافة أو غيره من المحتاجين أصبحوا يستغلون تلك التصرفات لصالحهم حيث إن بعض شركات إعادة تدوير الورق تكثف نشاطها نهاية كل عام دراسي فيقوم بعض العمال بتسليم تلك الأوراق لتلك الشركات مقابل بعض المبالغ البسيطة أو حسب سياسة الشركة، في نهاية الأمر هناك مستفيد سواء من إعادة استغلال الورق أو من قام بتجميعها وتجميل المكان الذي رميت فيه، ومن الطبيعي أن تفكر عقولنا في مصيرهم بعد قضاء ساعات في تجميع الورق تحت أشعة الشمس القاسية وهذه طبيعة الروح البشرية المليئة بالرحمة، ويبقى للأسرة والمدرسة الدور التوجيهي قبل فترة الاختبارات أما العقاب فهو مستبعد من جهة المدرسة حفاظاً على خلق أجواء مستقرة هذه الفترة وقد يكون الدور الأكبر يقع على الأسرة التي يجب أن تختار الطريق الأسلم لإيقاف أبنائها عن هكذا تصرفات في هذه الفترة الحرجة.
****
منظر آخر لا يقل بشاعة عن المنظر السابق وهو مرتبط بالفرح بطريقة أو بأخرى . بجانب برميل القمامة توقفت الشاحنة أو (الداينا) كما تسمى محلياً وهي نوع من سيارات الدفع الرباعي تستخدم لتحميل الأغراض الكبيرة والثقيلة الحجم، امتلأت بالصناديق الكبيرة (الكراتين) والأكياس البلاستيكية الشفافة التي يبدو أنها استخدمت لتغطية أثاث جديد وبعد أن تركت الشاحنة كل ما هو جديد في المكان الذي أتت منه، اختار العمال أن يوجدوا عملاً إضافياً لعمال النظافة بدلاً من رمي القمامة في البرميل الذي توقفوا بجانبه رموا قمامتهم بجانب البرميل وكأن أيديهم ثقلت عن الرمي داخل البرميل الذي كان يقع بجانب انحناءة شارع فسدوا بذلك جزءا من الشارع فأصبح المجال مفتوحا لسيارة واحدة للمرور، أما السيارات الأخرى فعليها الانتظار، فازداد الزحام في مكان يزدحم كل صباح ولسان حال المارة يقول (الوضع لا يزداد …) ، وإلى جانب هذا التصرف غير المبرر كان المنظر أشبه بمردم نفايات داخل الشارع وسط منطقة سكنية ، يتكرر هذا الفعل بشكل يومي تقريباً ولا رادع لهم مع أن الرادع الأول هم الأشخاص أنفسهم لكن الطبع يغلب التطبع. دائماً ما يتم إلقاء اللوم على البلدية كونها الجهة المسئولة عن نظافة الأماكن العامة والتجميل ولكن قبل ذلك لماذا لا تتم المحافظة على المكان بدلاً من انتظار التنظيف الذي قد ينفد بعد أيام أو أسابيع ، حملات التوعية التقليدية لم تعد ذات تأثير فلابد من إيجاد بدائل أخرى يتم توعية المجتمع من خلالها بحيث تصبح ثقافة تتناقلها الأجيال.
رمضان على الأبواب فأرحموا من يقضون يومهم تحت أشعة الشمس وهم صيام، ولقاؤنا القادم بعد الشهر الفضيل إن شاء الله.
فعلياً لم يفكر من اقترفوا هذا الفعل المشين بمن سيأتي لالتقاط تلك الأوراق ولم يتعد تفكيرهم حدود الاستمتاع باللحظة وإلا ما كان من يكتب ويتداول الرسائل التوعوية عن هكذا تصرفات قد أقدم على هذا الفعل عندما كان في مرحلتهم السنية، بالطبع لا أحاول ان أبرر هذا التصرف ولكن فعلياً هناك تصرفات غير محسوبة نتائجها وقد يأتي الندم عليها في وقت متأخر، من جانب الطرف الثالث والذي سيقع عليه العبء وأعني بذلك عامل النظافة أو غيره من المحتاجين أصبحوا يستغلون تلك التصرفات لصالحهم حيث إن بعض شركات إعادة تدوير الورق تكثف نشاطها نهاية كل عام دراسي فيقوم بعض العمال بتسليم تلك الأوراق لتلك الشركات مقابل بعض المبالغ البسيطة أو حسب سياسة الشركة، في نهاية الأمر هناك مستفيد سواء من إعادة استغلال الورق أو من قام بتجميعها وتجميل المكان الذي رميت فيه، ومن الطبيعي أن تفكر عقولنا في مصيرهم بعد قضاء ساعات في تجميع الورق تحت أشعة الشمس القاسية وهذه طبيعة الروح البشرية المليئة بالرحمة، ويبقى للأسرة والمدرسة الدور التوجيهي قبل فترة الاختبارات أما العقاب فهو مستبعد من جهة المدرسة حفاظاً على خلق أجواء مستقرة هذه الفترة وقد يكون الدور الأكبر يقع على الأسرة التي يجب أن تختار الطريق الأسلم لإيقاف أبنائها عن هكذا تصرفات في هذه الفترة الحرجة.
****
منظر آخر لا يقل بشاعة عن المنظر السابق وهو مرتبط بالفرح بطريقة أو بأخرى . بجانب برميل القمامة توقفت الشاحنة أو (الداينا) كما تسمى محلياً وهي نوع من سيارات الدفع الرباعي تستخدم لتحميل الأغراض الكبيرة والثقيلة الحجم، امتلأت بالصناديق الكبيرة (الكراتين) والأكياس البلاستيكية الشفافة التي يبدو أنها استخدمت لتغطية أثاث جديد وبعد أن تركت الشاحنة كل ما هو جديد في المكان الذي أتت منه، اختار العمال أن يوجدوا عملاً إضافياً لعمال النظافة بدلاً من رمي القمامة في البرميل الذي توقفوا بجانبه رموا قمامتهم بجانب البرميل وكأن أيديهم ثقلت عن الرمي داخل البرميل الذي كان يقع بجانب انحناءة شارع فسدوا بذلك جزءا من الشارع فأصبح المجال مفتوحا لسيارة واحدة للمرور، أما السيارات الأخرى فعليها الانتظار، فازداد الزحام في مكان يزدحم كل صباح ولسان حال المارة يقول (الوضع لا يزداد …) ، وإلى جانب هذا التصرف غير المبرر كان المنظر أشبه بمردم نفايات داخل الشارع وسط منطقة سكنية ، يتكرر هذا الفعل بشكل يومي تقريباً ولا رادع لهم مع أن الرادع الأول هم الأشخاص أنفسهم لكن الطبع يغلب التطبع. دائماً ما يتم إلقاء اللوم على البلدية كونها الجهة المسئولة عن نظافة الأماكن العامة والتجميل ولكن قبل ذلك لماذا لا تتم المحافظة على المكان بدلاً من انتظار التنظيف الذي قد ينفد بعد أيام أو أسابيع ، حملات التوعية التقليدية لم تعد ذات تأثير فلابد من إيجاد بدائل أخرى يتم توعية المجتمع من خلالها بحيث تصبح ثقافة تتناقلها الأجيال.
رمضان على الأبواب فأرحموا من يقضون يومهم تحت أشعة الشمس وهم صيام، ولقاؤنا القادم بعد الشهر الفضيل إن شاء الله.
رابط المقال في جريدة الوطن : http://alwatan.com/details/195241
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق