مشاهد جديدة
سنعتاد عليها
عندما أخرج كل صباح في طريقي
للمكتب وقبل أن أصل للشارع العام تسابقني وتعقبني دراجات نارية من الطراز القديم كما
يبدوا عليها يقودها عمال من الجنسية الآسيوية وقد حملوا معهم معداتهم التي
يستخدموها لتأدية أعمالهم المختلفة ، لا يتقيدون بقواعد المرور لذا فلابد من الحذر
منهم وإفساح المجال لهم للمرور وأن كانت الأولية لسائقي السيارات حتى لا نأذيهم
فهم لا يلبسون الخوذة وتبدوا على دراجاتهم أنها غير صالحة من ناحية الأمن والسلامة
، لا ألومهم على تصرفاتهم فهم اعتادوا على هذه الوسائل البسيطة والرخيصة في
بلدانهم التي تسمح لهم بذلك دون الحاجة إلى رخصة كما هوا الحال في بعض الدول ، كما
أنهم يحاولون أن يدخروا أكبر قدر من المال فينتقون أرخص وسائل التنقل وأرخص أماكن
للسكن وقد يختارون وجبة واحدة في اليوم يملئون بها بطونهم ، فهؤلاء لديهم أسبابهم
وأن كانت لا تنطبق والأنظمة المتبعة ، هذه المشاهد لم نعتاد عليها في شوارعنا وخاصة في المدينة وقد تصادفنا بعض
الأحيان في القرى بحكم أن الطرقات في القرى لا تخضع لأنظمة المرور ولكن ليس في
المدينة . ولكن ماذا عن من يتركون أبنائهم يقودون الدراجات في الشوراع ويتجاوزون
السيارات بطريقة قد تودي بحياتهم ، ما هي الأسباب التي تجعل الأسرة تبيع أطفالها
للشوارع بدراجات متهالكة أليس هؤلاء هم ضحية لأهمال الأسر وعدم توعيية أطفالهم
بالأضرار مهما كانت الظروف التي أجبرتهم على ترك أطفالهم في الشوارع .
مشهد آخر سنعتاد عليه كما
يبدوا ، وهو مشهد دراجات (إيد هار دي) ، تقود سيارتك بهدوء ، تنظر في المرآه جيش
من هذه الدراجات متجهة إليك فلابد من ترك المجال له والتحرك بجهة اليمين وما
يميزهم عن أصحاب الدراجات العتيقة هو تقيد الأغلبية بأنظمة المرور والسلامة وقد زادت هذه المشاهد في السنوات الأخيرة إلا أنه
ما لفت إنتباهي الفتيات اللواتي يجلسن خلف السائق وأحياناً يقودن الدراجات ومع
إحترامي للحريات الشخصية إلا انه لم نعتاد على هكذا مشاهد في طرقاتنا ، لتقبلها
تحاتاج للكثير من الوقت وقد يكون يصيب هذا المشهد بعض السائقين بالذهول وخاصة من
لديهم تحفظات قصوى بالنسبة للمرأة .
كذلك لم أعتد أن أرى فتيات في
عمر الزهور في إحدى المراكز التجارية أحداهن حلقت شعرها وتركت الجزء العلوي منه
فقط وتمشي بكل ثقة وهي مرتدية ملابس منتخب (بايرن ميونخ) ، وأخرى علقت السلاسل
الحديدية في قميصها وبنطالها وربطت على رأسها (بندانة) وهي قطعة قماش صغيرة على
شكل مثلث تربط على الرأس وتمشي مترجلة ، نعم
تعودنا أن نرى الذكور يتشبهون بالإناث ولكن لم نعتاد على ان تقوم الإناث بالتشبهة
بالذكور .
ولم نعتاد أيضاً أن نرى مراهقين
ومراهقات يخرجون من المدرسة ويتجهون إلى السينما بحجة أنهم أصدقاء ، وقد يتصرف
البعض بتصرفات غير لائقة كنوع من الحرية الغير مسئولة في صالات السينما ، وكأننا
نشاهد مشهد سينمائي في فيلم مصري قديم أو أوربي وليس في مجتمع محافظ أو يدعي
المحافظة علناً على الأقل .
وهل سنعتاد بأن تقوم احداهن
بفتح حساب في الانستجرام بأسمها واسم عائلتها وتضع صور تعرض فيه جسدها ويقوم زوجها
وعائلتها بالتعليق عليها علناً متباهين بجمالها غاضين الطرف عن خلقها ؟!، قد نرى
ذلك بأسماء مستعارة دون ان يصرحن بشخصياتهن الحقيقة وهن كثر لكن الاستعراض علناً
وبموافقة الزوج والأهل فهذا لم نعتد عليه ولكن سنعتاد عليه مع التوجه الجديد في
وسائل التواصل الاجتماعي حيث الجمال الخارجي أكثر أهمية من العقل والروح.
كل هذه المشاهد سنعتاد عليها
فهذا ما فرضته وستفرضه علينا الحياة كما ندعي وفي الحقيقة ان الحياة ليس بيدها
حيلة عندما تحركها عقول آمنت بان التطور يتطلب الإنفتاح الغير مسئول والحرية بسماء
مفتوحة .
خولة بنت سلطان الحوسني
@sahaf03
ما شاء الله تعالى 👌 قمة الأبداع " الله يحفظك ويعلي مراتبك ويزيدك من نعيمه "
ردحذف